لم أهنأ براحة عقب صدور مقال أمس الأول الذي خطه يراع الأستاذ علي محمود علي هوشه.. وكانت معظم المكالمات والاتصالات من الولاية الشمالية بدوائرها الثلاث.. ومدنها وقراها المتناثرة على ضفاف نهر النيل العظيم.. ركّزت كل الاتصالات على نقطة جوهرية وهي أن الأستاذ.. أعطى في رسالته برنامجاً انتخابياً نموذجياً لكل المتقدمين للمستويات المختلفة بالولاية الشمالية. وبعد البرنامج الانتخابي الذي قدم متطلبات جماهير الولاية من خدمات تعليمية وصحية وخدمية وبنيات أساسية ومشروعات تنموية.. وفي تقديري أن البنود التي تضمنها البرنامج المجاني هي أساس قوي ومعيار لا تخطئه العين لكل مرشح.. على أي مستوى انتخابي.. وإن الذين هاتفوا واتصلوا بمحرر الزاوية كانوا صادقين فيما أدلوا به من تقدير وإشادة بالأستاذ علي هوشه. ومن زواية أخرى اتّصل بي الأخ علي وقال إن العمل الصحفي من أصعب المهن.. والصحافة ليست مهنة التعب والنكد بل أيضاً لا تعطي لممتهنها الراحة والهدوء والسكينة خاصة إذا عكس تطلعات القراء وانسجم معه مزاجهم السياسي.. الانتخابات هي محك واختبار حقيقي حيث تحدد موقع المرشح في وجدان الناخبين.. خاصة إذا ما لقيت أفكاره وسياساته القبول والاستحسان من قلوب الناخبين.. وأبداً لم يكن الفوز في الانتخابات في بعض الحالات مرتبط بمقدرة الناخب المادية وبما يمتلك من إمكانات وعقارات وجاه ففي بعض الحالات نجد أن الفوز حليف لمرشح من البسطاء تقبله الجماهير لمصداقيته وخدماته البسيطة حسب إمكاناته قبل أن يدخل مضمار الانتخابات فقد نجد موظفاً بسيطاً من دائرة معينة يسخّر كل وقته وإمكانياته لخدمة أهالي دائرته.. ولا يبخل بوقته لتقديم أي مساعدة إنسانية أو خدمية للمحتاج إليها. وبالعودة لانتخابات الولاية الشمالية نجد أنه لا منافس على المستوى الرئاسي للمشير البشير فهو يحظى بقبول كافة قطاعات الرأي العام في كل أجزاء الولاية.. أما على المستوى الولائي فإن كل المؤشرات تتجه إلى أن الأستاذ فتحي خليل صاحب حظ وافر في الفوز بمنصب الوالي.. لتاريخه الناصع وإنجازاته أثناء توليه رئاسة نقابة المحامين والمكاسب التي تحققت في عهده والمواقع التي احتلها السودان في روابط إقليمية ومحلية.. هذا بخلاف القضايا الوطنية التي دافع عنها وأشهرها قرار المحكمة الجنائية ودخول القوات الأممية دارفور وعلى صعيد ثالث نجد أن الموقف ما زال ضبابياً بالنسبة للدوائر الانتخابية الثلاث التي تشكل الدوائر الجغرافية للولاية الشمالية ونجد أن هنالك تنافساً محموماً بين المرشحين وتعدد الأحزاب التي ينتمون إليها.. إلا أن هذه المرة الفوز مرهون بالبرنامج الانتخابي ومدى قدرة المرشح الذي يملك الإمكانات على تحقيق طموحات جماهير الدائرة المرشح لها. عموماً طالعتنا الأخبار المنقولة عن المشهد الانتخابي على مستوى الدوائر الجغرافية بأن الدائرة الجنوبية رقم (3) «دائرة القولد الجنوبية» يشير الموقف الجماهيري فيها الى فوز الدكتور مصطفى عثمان المتقدم على منافسيه وخاصة بعد جولته الانتخابية التي غطى بها كل أرجاء الدائرة.. والتزام د. مصطفى بتحقيق كل تطلعات الجماهير من الخدمات التي تحتاج إليها الدائرة وعلى رأسها إحياء مشروع غرب القولد وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وخاصة إنشاء مؤسسات تعليمية عليا وترقية مستشفى القولد وتوفير الأدوية والكوادر الصحية ذات التخصصات العليا. وفي هذا الإطار وبنظرة تحليلية للمشهد الانتخابي بالولاية الشمالية.. يمكننا أن نقول: على المستوى الرئاسي سيحصد البشير كافة الأصوات أما على الصعيد الولائي فالأستاذ فتحي خليل يقف في الصدارة ليفوز بمقعد الوالي.. وفي الدائرتين الشمالية والوسطى الموقف ما زال ضبابياً ولم تتضح الرؤيا بعد .. أما بالنسبة لدائرة «القولد الجنوبية ر قم 3» فنجد أن د. مصطفى عثمان بعد جولته الأخيرة ووعده لجماهير الدائرة بتوفير الخدمات وتطلعاتهم أنه الأكثر حظاً في الفوز بالدائرة.. خاصة وأن هنالك برنامجاً سياسياً واضحاً عبّرت عنه جماهير الولاية.. والذي جاء متمشياً مع الأطروحات التي تضمنتها رسالته الأخ علي محمود هوشه.. وهو من أبناء المنطقة المثقفين الذين يحملون هموم الدائرة أسوة بزملائه من أبناء الدائرة فليهنأ الدكتور مصطفى طالما أنه وعد المواطنين بإنجاز ما يصبون إليه ونحن نصدّقه القول ونقف من ورائه سنداً له.