وجَّه أستاذنا سيد أحمد خليفة حديثاً «ساخناً» ومباشراً للسيد أتيم قرنق القيادي بالحركة الشعبية في صحيفة الوطن الغراء وبعد أن ألقى عليه «صباح الخير» قال له: إن سؤالك أين كانت مصر طوال الخمسين سنة الماضية - فالسؤال ظالم ولا يطرحه إلاَّ «متجاهل» أو «جاحد» - وبعد ذلك مضى الأستاذ سيد أحمد في طرح مرافعة منطقية لمصر منذ عبد الناصر حيث انحازت للخيار السوداني ووقفت مع الاستقلال وفي وقت كانت فيه أصوات الوحدة مع مصر قوية ومنطقية ولكنها وقفت مع استقلال السودان مسقطة كذلك الكيد الاستعماري الانجليزي الذي كان يأمل في نشوب حرب أهلية بين السودانيين- وحدويين واستقلاليين -ليتم تمزيق وتقسيم السودان وإنهاء هذا الكيان الكبير الذي ترتفع بعض الأصوات داخل الحركة وغيرها من الأحزاب بما فيها «الشمالية» لتمزيقه وتحويله إلى دويلات بما فيها دارفور بعد الجنوب والشرق بعد النيل وربما امتد السرطان الانفصالي المنطلق باسم التهميش والمهمشين إلى الشمال والوسط ونهر النيل ليصبح السودان مثل «كيمان المرارة». هذا جزء - من الرد - الذي أعجبني في حديث «أبو السيد» كما يحلو أن يسميه مصطفى أبو العزائم - وهو يرد على أتيم قرنق الذي استهجن المساعي التي تقوم بها مصر لتأجيل الاستفتاء على تقرير المصير. وأنا بدوري أقول للسيد أتيم وهو في نظري صاحب رأي معتدل ومتوازن في كثير من القضايا المطروحة على الساحة ما الذي يضير إذا حدث التأجيل؟ ولماذا هذه اللهجة الغاضبة والمتسارعة.. فالدور المصري مطلوب ونلح عليه بشدة، فمصر طوال الخمسين عاماً الماضية كانت موجودة ومصر بتاريخ حضارة وادي النيل الضارب في آلاف السنين أيضاً كانت موجودة. ليست هذه حملة دفاع عن مصر كما قال الأستاذ سيد أحمد خليفة فهي أقدر على الدفاع عن نفسها، ولكنها كلمة من أجل السودان الذي يحتاج لأشقائه ولعمقه الاستراتيجي وللروابط الكثيرة والمتعددة والمعروفة بيننا ومصر، وهي كلمة حق نقولها لقيادي في قامة السيد أتيم الذي يعرف أكثر منا ما تقدمه مصر للجنوب قبل الشمال ونقولها لكل الساسة ونذكرهم بالمثل الذي يقول دائماً «جو يساعدوه في دفن أبوه دسَّ المحافير» فما أحوج السودان هذه الأيام لكل عون وسند من أشقائه ومن كل دول الجوار خاصة إذا كان هذا الجوار في حجم مصر، ودعونا نترك الكابلي يكمل بقية هذا العمود.