تحية طيبة مباركة من عند الله - في عمودك الراتب (أوراق وأقلام) بجريدة أخر لحظة طوفت بنا بالكثير المفيد مما كتبه الأقدمون من البريطانيين الذين عملوا بالسودان وغيرهم ، ذلك في شرح مختصر لسيرة الكاتب وما كتبه ، وما خلفه من مذكرات مدعومة بالخرائط والصور. - قبل أيام نقلتنا إلى مكتبة السودان التابعة لجامعة الخرطوم بأنها تحتفظ بأكثر من خمسة عشر ألف رسالة جامعية في الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) وهذه الرسائل تبحث في جميع صنوف المعرفة والتخصصات في العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية ، ولكن جميعاً تقبع في الأضابير وأرفف المكتبات لم تمتد لها أيدي الباحثين والمنقبين. - هذا في الوقت الذي يتخرج فيه من الجامعات السودانية وغيرها سنوياً آلاف من الطلبة في جميع صنوف المعرفة ، وهم في شوق للمادة المفيدة ليثروا بها تخصصاتهم وينهضوا بما أفاء الله عليهم به من علم زيادة في المعرفة بما يفيد البلاد والعباد ، ولكن مع الأسف تقصر بهم الوسائل لتحقيق ما يأملون. - في أذهان بعض الناس فكرة خاطئة يرددها الكثير وذلك بأن خريجي الجامعات ومحبي العلم من السودانيين لا يميلون للتأليف والتوثيق وهذا زعم باطل لأن العلم موجود في عقول هؤلاء العلماء ، ويحتاجون فقط لمن يأخذ بيدهم ويساعدهم ويشجعهم في طباعة ما يؤلفون ، فهذا العمل من صميم واجبات الدولة ... يجب الاهتمام به وذلك باستقطاع شريحة من ميزانية الدولة خصيصاً لطبع بحوث ومؤلفات الباحثين والعلماء ، ... على أن يكون ذلك لجميع صنوف الآداب والفنون ... وأن تنشأ لجنة من كبار العلماء من ذوي التخصصات المختلفة للتحقق من مجهودات هؤلاء وإظهارها وطباعتها. - إذا تبنت الدولة هذا العمل ستظهر أعمال مدهشة ومفيدة ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون الشاذلي الريح السنهوري سفير بالمعاش