الأجواء غير مناسبة لإجراء الانتخابات والاستفتاء في ظل خلافات الشريكين وعدم حسم الكثير من القضايا في اتفاقية السلام) ... هذا ما قالته أسمرا للرئيس عمر حسن أحمد البشير خلال زيارته الأخيرة لها طبقا لما صرح به مستشار الرئيس الإريتري مسؤول التنظيم والإدارة في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكم في إريتريا عبد الله جابر الذي وصف في تصريح ل«الشرق الأوسط» الأوضاع في السودان بالمحتقنة. وأضاف جابر «ولأن الاتفاقية فيها ضمانات دولية يمكن إيداع التعديلات على مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والإيقاد لإعطاء السودان فرصة خلق المناخ المناسب»، مشيرا إلى وجود مساع من دول منظمة الإيقاد في ذات الاتجاه إلى جانب التحركات المصرية ولاعبين دوليين آخرين، وقال: «نحن من جانبنا يهمنا استقرار السودان وأمنه وتطبيع علاقاته الداخلية بين كل مكوناته». ولاترى إريتريا في الأفق من مخرج يفضي لتنظيف الأجواء السودانية تهيئة للمناخ سوى اتفاق طرفي الاتفاقية على مقترحها بتأجيل الانتخابات والاستفتاء بحجة عدم ملاءمة الملعب الذي بحسب أسمرا يحتاج إلى مبيدات سياسية وربما تصالحية لتنظيفه يشرع في تقديمها وفد يتوجه الأسبوع المقبل إلى جوبا يعرض المقترح على رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية وطرف نيفاشا الفريق سلفاكير ميارديت بعد أن رفضته الحكومة. قبول طرفي نيفاشا للاقتراح الإريتري يتطلب استدعاء البرلمان لإجراء تعديلات في الدستور والاتفاقية برضا الطرفين والقوى السياسية الأخرى، ويعني ضرورة إضافة بعض البهار والملح على بنود الاتفاقية لتتسع لتأجيل الانتخابات وربما الاستفتاء... اقتراح أسمرا بتأجيل الانتخابات والاستفتاء الذي طرحته الحكومة الإريترية على الرئيس عمر البشير خلال زيارته لها أول من أمس لم يخف قلق الجارة الإريترية من حدوث ما لا تحمد عقباه ، إن تم إجراء الانتخابات والاستفتاء في أجواء غير مستقرة . الشفقة الاريترية على الحال السودانية تدعو الساسة للوقوف والاعتبار والتأمل وقبلها التساؤل: هل تخوفات أسمرا موضوعية ؟ المقترح الإريتري أشار إلى أن ملعب الانتخابات بحاجة إلى تنظيف لافتا إلى أنه ليس هناك ما يدعو للتعجل في إجرائها حيث إنها وسيلة وليست غاية. بعد الاقتراح الإريتري تكون دعوات تأجيل الانتخابات تجاوزت الداخل لتطل برأسها من الخارج في وقت أوشكت فيه الانتخابات على نهايتها ولم يعد هناك متسع من وقت لقراءة جدواها من عدمها .. لكن العقل يدعو إلى عدم إهمال التخوفات داخلية كانت أم خارجية.