منذ سنوات الإنقاذ الأولى وهي فتاة بضة لم تبلغ سن العشرين ولم تفاوض «جيوش التحرير» التي تكاثرت وتناسلت في غابات الجنوب ورمال دارفور وصخور الشرق، عُرف عن حاج ماجد سوار الاهتمام بنزع الاحتقانات المفضية للنزاع.. وعندما اختار صف المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة الشهيرة استهدف من قبل الوطني دون سائر قيادات الشعبي في سنة أو فوقها بقليل أو كثير.. وفي جلد وثبات افترش أرض سجن كوبر.. حتى خرج من السجن لفضاء السياسية المعلنة والسرية.. قاوم كل محاولات زرع الذخائر والقنابل في كردفان.. واجه د. خليل إبراهيم وخلايا حركة العدل والمساواة الناشطة والخاملة التي كانت تخطط لتفجير كردفان من الداخل. ذات الموقف دفعه بعد مفاوضات قادها د. مجذوب الخليفة ود. مطرف صديق «انتقلوا» من الخرطوم حتى كادقلي من أجل اثنين فقط من قيادات الشعبي، حاج ماجد سوار والنظيف العفيف عبد الرحمن شنتو.. وتكللت جهود عودة القيادات الفاعلة من الشعبي للوطني وفي مقدمتهم حاج ماجد سوار، الذي بخروجه من الشعبي فتحت عليه نيران رفقاء وأصدقاء أمس وتبدت أهميته من خلال هذين الموقفين.. لم يسع حاج ماجد بنفسه لإطفاء حرائق كردفان واستخدام آليات الحوار بعيداً عن ضجيج الإعلام، ولكن قيادات المؤتمر الوطني وضعت فوق طاولته ملفات تفكيك خلايا حركة العدل والمساواة في كادقلي، والتفاوض مع شباب الفولة والقيادات الشبابية التي خرجت من صف الوطني.. وآخر ما أنجزه حاج ماجد سوار ملف إعادة أحمد وادي الذي تجمعه بسوار رفقة السلاح في غياهب الجنوب، وتجمعه بوادي الفكرة من رسائل سيد قطب وحتى الإمام علي في محنة الثلاثة للدكتور علي شريعتي، وتجمع سوار ووادي الرغبة في وطن كردفاني صغير معافى البدن من الصراعات. قذف الأستاذ محمد أحمد الطاهر أبو كلابيش بسلاحه في وجه حاج ماجد سوار الذي لم يدن أبو كلابيش ولم يتحدث في شأنه بسوء، لكن قضية أحمد وادي يصعب «مشاطها بقملها» فالحيثيات الكاملة لكيف تم تحريك بلاغ عام 1997م في عام 2009م، مسألة يصعب فهمها بعيداً عن وجود مصلحة لجهة ما داخل حكومة أبو كلابيش في تصفية حسابات شخصية مع وادي. نعم أبو كلابيش شخصية لا تميل للصراعات والهوى الشخصي بل تختلف معه، لكنك لا تملك غير احترامه وداعةً ورقة وعزوبة وأبوية تتبدى في حديثه العذب، ولكن قضية أحمد وادي من أخطاء حكومة أبو كلابيش و «بطلها» رئيس المجلس التشريعي «الطيب أبو ريده»، الذي هرول نحو إسقاط الحصانة من النائب البرلماني أحمد وادي كأن القيامة غداً وهو يقف على باب الحساب مسؤولاً عن مال الزكاة. وحينما خرج وادي للقاهرة تناولنا القضية بأبعادها السياسية وخطرها على ولايات كردفان، وفي معية وادي سياسي كبير مثل السر جبريل تيه رئيس الحزب القومي السوداني الذي لفظته الحركة الشعبية بسبب مواقفه، ولم يبد المؤتمر الوطني حماساً للتفاهم معه رغم إصرار العميد محمد مركزو، فكيف يقف حاج ماجد مكتوف الأيدي وينظر لكردفان تحترق من أطرافها.. ووجود أحمد وادي كسياسي يؤسس في المستقبل لجيش وعمليات عسكرية، فهل «عمنا» أبو كلابيش من دعاة التفاوض بعد إشهار السلاح وقتل الأبرياء وحرق القرى واستباحة المدن، أم التفاوض الوقائي من كارثة وشيكة ودم يقترب من «السيلان» في أودية كردفان، وهل في عودة أحمد وادي ورفاقه لوطنهم طعن في عنق أبو كلابيش أم تقية لكم جميعاً من خطر ماحق على كردفان.