الاحتفال بمولد الحبيب المصطفى تصادف ذكراه هذه الأيام، وقد درج المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها على الاحتفال بهذه الذكرى العطرة، ذكرى مولد النور الرحمة المهداة- ( وبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)... (وإنك لعلي خلق عظيم)، ويحمل معاني السماحة قوله صلى الله عليه وسلم، مصدقاً لما بين يديه في كتاب الله المكنون (إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي)..وإذا كان الملك المنعم قد خصَّ عبده المصطفى بمكارم الأخلاق، فقد ترجم ذلك قول الحبيب: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.. وقد عبر عن ذلك شاعر النيل حافظ إبراهيم بقوله: الناس هذا حظه مال وذا علم.. وذاك مكام الأخلاق فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق لا تحسبن العلم ينفع وحده مالم يتوج ربه بخلاق لقد درجت في كل عام على الاحتفال بهذه المناسبة الخالدة، باستذكار مناقب الذات المحمدية والصلاة على الحبيب المكرم.. الماحي المكرم سيد الأملاك الرسول يا حبيب مولاك كما تعودت أني أنشئ قصيدة في كل عام في مثل هذه الأيام، تتغنى بالصفات المحمدية، كما تعودت أن أشارك والدي الشيخ الذائع الصيت في مدح الحبيب في كل ثانية وسانحة، وقد نشأت منذ حين في مدحه قصيدتي ( مولد النور) والتي أقول فيها: مولد المصطفى أتى من جديد فزها النور في جبين الوجود وكسا الكون حلة من ضياء عبقري كما الصباح الجديد وهفت للربا طيور البوادي صادحات على عتي النجود شاقها السحر من رؤاه فغنت في مغانيه ألف معنى فريد صلى الله وسلم على الحبيب الكامل كامل النور، وأنتم ونحن على موعد بإذن الله مع ديوان قدور في مدح النبي المنصور.. وكل عام وأنتم وأمة الحبيب المصطفى بألف خير.