المستشار عبد المنعم التيجاني الملك (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) سورة الأحزاب. تحتفل الأمة المسلمة كل عام في ربيع الأول على مشارق الأرض ومغاربها بمولد النبي المصطفى الأمي الطيب الطبيب، فهو خاتم الرسالات ومتمم مكارم الأخلاق ، شفيع الأمة ، خلقه القرآن ، قدوتنا وهادينا وحادب ركبنا ومرشدنا إلى جادة الطريق دنيا الاستقامة ودائرة الحق والفضيلة . لأنت أحب إليَّ من نفسي يا رسول الله ، يا الفيضك نوراني ومددك رباني اصطفاك الرحمن قائدا لدين التقوى والإيمان ، اللهم من فيض نوره أكسني ومن فيض حوضه أروني ، واجذبني إلى الحضرة الربانية دائرة التقوى والصلاح والرضى الإلهي مساء صباح .اللهم صلِّ وسلم عليه عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، فهو الطيب المطيب الميمون الذي أزكى من الطيب، طبيب القلوب، تتطيب هذه الأيام النفوس بنفحاته ، وبقيم مكارم الأخلاق التي رسولها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ،تتداوى الأنفس ويغتسل الوجدان من ادران المادية المطلقة ظلم وسيئة وخطيئة وتعود القلوب صافية معافاة ، تشع منها انوار الحق والفضيلة من جراء تزكية النفس بهذه الذكرى الطيبة فيترشد بها السلوك وتعود المعاملة الحياتية منسبة بقيم الخير والطهر . فالمولد ذكرى للطيب الطبيب ، ذكرى طيبة دوحة للحق والفضيلة يتكئ عليها كل افراد الأمة المسلمة هذه الأيام متنسمة منها الوجدان روحانيات فضيلة فهي ذكرى للمراجعة والوعظ والإرشاد والاستمساك وتزكية النفوس لخلق قوة الإرادة للأمة المسلمة، فالاحتفال بذكرى المولد هو استنفار وتعبئة الأمة المسلمة إلى مراجعة النفس وتطييبها وعودتها للتوازن والاعتدال، فنحن نقيم ونطبق الشريعة اولا في انفسنا ونتبع الطريقة ونسمو بالحقيقة حتى نكون قدوة للآخرين وندعوهم بالحجة والمنطق ولطف الخطاب إلى دائرة الاستقامة والحق والفضيلة . فالمولد ذكرى لمنارة الأنوار الروحية ، فالأنوار المشرقة المشعة في حلقات المولد انوار لا تساوى جزءا يسيرا من نور فيضه ، فهو نور فيضه ، وهو نور الحق الأكمل فبإشراقاته يتنور الوجدان وتتزكى النفوس .ففي حلقات المولد بالميادين ودور العبادة مساجد وخلاوى قرآن كريم ومجمعات اسلامية يتلاقى الأحباب افراد الأمة المسلمة أنفس حبيبة للنبي صلى الله عليه وسلم شيبا وشبابا رجالا ونساءً صبية وأطفالا كلهم فرحين جزلين بهذه المناسبة منشرحة انفسهم في حبور وسرور متسالمين متهادين، فالاحتفال مظهر من مظاهر الفرح المشروع.