في يقيننا أن الله متم نوره ولو كره الكافرون. والنور المحمدي الذي يتحدث عنه المتصوفة هو نور العدل والاحسان. وقد جاء المولد النبوي الشريف هذا العام في السودان يحمل في طياته نذر شر مستطير. فهذا الصراع بين جماعتين كل منهما يخطيء الآخر، وتطور الأمر إلى اشتباكات، على حد تعبير الصحف اليومية. وهي ظاهرة مؤسفة ينبغي أن يعتذر عنها من حولوا ساحة المولد النبوي الشريف إلى مكان للاقتتال والشجار.. وصاحب المولد هو الذي دعاه ربه إلى أن يدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة.. فأين الحكمة في هذا الصراع.. أو لم نقرأ «وجادلهم بالتي هي أحسن».. وهل نفقه معاني هذه الآيات. ولننظر ونحن نرى التطرف والتعصب يحل محل الود والمحبة.. وننظر بأسى إلى أولئك المتشنجين الذين لم يقرأوا وصية المصطفى «صلى الله عليه وسلم» لنا بالتوادد والتراحم.. أو قرأوها ولم يفهموا معناها.. المسلمون اليوم يتناحرون فيما بينهم.. بل هم على بعضهم البعض أشد من تنكيل العدو بهم، والعدو ينظر في طرب لما يجري، ففي أماكن عدة من هذا العالم الإسلامي تجري حروب طائفية لا طائل من ورائها. وتتم عمليات تقطيع أوصال الأوطان والتي ستخلف حتماً حروباً دامية واهدارا للدماء والموارد بين أبناء الأوطان، ومن هنا يجئ الاستعمار بسياسته القديمة التي أثبتت على أيامنا هذه نجاحها (فرق تسد) وقد خبرناها في كل مكان من هذا العالم. ونأمل أن تكون ذكرى مولد الرسول «صلى الله عليه وسلم » فاتحة خير للأمة العربية والإسلامية وللبشرية جمعاء.. فقد كان الرسول «صلى الله عليه وسلم » رؤوفاً بالمؤمنين، وكان يحثنا جميعاً على أن نحب لاخواننا ما نحب لأنفسنا.. وقد مدحه ربه بأنه على خلق عظيم.. ونأمل أن يستلهم المسلمون من ذكرى الرسول «صلى الله عليه وسلم » الدروس والعبر، وأن يكون الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم» قدوتنا في كل مجالات الحياة.. وهو الذي ان أحسنا اتباعه فانه يكفل بنهجه القويم، وأخلاقه العالية، النموذج للانسان في تساميه وترفعه عن الصغائر.. وكل عام وأنتم بخير