للمرة الثالثة، نفذ الأطباء، أمس، إضراباً عن العمل بجميع المستشفيات، باستثناء أقسام الحوادث والطوارئ، يستمر لمدة أسبوع. ويعتبر إضراب الأطباء سابقة خطيرة في تاريخ السودان، ولعله الأول من نوعه يحدث بالبلاد، بل في العالم أجمع فإن التوقف عن تقديم الخدمة الطبية يؤدي لآثار سالبة وخطيرة. تداعيات كثيرة بدرت تجاه الأطباء نحو خيار الإضراب، دخلت فيها أحزاب سياسية، وأغراض تدفع لجنة نواب الاختصاصين لإنفاذ الإضراب؛ بغرض الكسب السياسي، في حين يؤكد النواب عدم وجود أية جهات وراءهم، متمسكين بصرف حقوقهم كاملة. وفي تطور جديد للأحداث المتصاعدة اشتبك عدد من الأطباء المؤيدين للأحزاب، وآخرين مناوئين له، بسرادق ميز الأطباء، مما أدى لإصابات وسطهم في سلوك يتنافى مع مهنة الطب، بالرغم من اختلاف الرأي، والقضية وسارعت وزارة الصحة بإصدار قرار، بأن تتولى إدارة الطب العلاجي بالوزارة مسؤولية إدارة الميز؛ حفاظاً على سلامة الأطباء ومنعاً للتجمعات السياسية داخل الميز، ورصدت (آخر لحظة) خلال جولة لها، أمس، إزالة خيمة الإضراب بالميز، وتشديد الحراسة من قبل الشرطة؛ تفادياً لوقوع اشتباكات محتملة بين الأطباء. وكشفت جولة للصحفيين، تنظمها وزارة الصحة، بقيادة د. تابيتا بطرس، وزيرة الصحة، والبروفيسور حسن أبو عائشة، وزير الدولة، ود. كمال عبد القادر، لتفقد أحوال المستشفيات، كشفت عن استقرار الأوضاع الصحية بجميع الأقسام، وتغطيها بالاختصاصين، والنواب، والعموميين، والامتياز، لسد الثغرات. ورصدت (آخر لحظة) ازدحام المرضى بالعيادات المحولة والإصابات بمستشفى بحري، وأكد د. أحمد محمد زكريا، المدير العام للمستشفى، إنفاذ (8) من النواب فقط للإضراب، وقال: إن عدد الأطباء بالطوارئ والإصابات أكبر من المتوقع لسد الفجوة. وفي مستشفى الخرطوم، ذكرت د. هالة أبو زيد، رئيسة قسم الطوارئ والإصابات زيادة معدل تردد المرضى يوم أمس، بنسب أعلى من الأيام الماضية. وقالت: إن الحوادث مغطاة بالأطباء، ويسير العمل بصورة طبيعية، مشيرة إلى أن السعة الإدارية والتمريض بنسبة 100%. ومن جانبه وصف د. عبد الله عبد الكريم، مدير عام المستشفى، الفئة المضربة عن العمل بالمحدودة، مشيراً إلى أن تغطية الاختصاصيين والنواب لأقسام جراحة النساء والتوليد تسير بكفاءة عالية. فيما أقر د. مأمون حسين، نائب المدير العام لمستشفى الخرطوم، بوجود ازدحام كبير بالعيادات المحولة لكنه أكد تغطية الأخصائيين والعموميين للثغرة، مشيراً لمباشرة (3) من النواب المضربين للعمل بالعيادات المحولة، وفي مستشفى أم درمان نفت إدارة المستشفى وجود أطباء مضربين بأقسامها. وأكد د. أحمد البشير، مساعد المدير العام، بمستشفى أم درمان، استعداد عدد كبير من الأخصائيين لسد أية فجوة، مشيراً لاستمرار تقديم الخدمة الطبية بصورة طبيعية، وقال: إن نسبة الكوادر باقسام المستشفى 100%. مؤكداً التزام إدارته بتوجيهات الوزارة، الخاصة بصرف الحوافز للأطباء، وزيادتها بنسبة 25% خلال مارس الجاري، و50% خلال أبريل المقبل. وأرجع البروفسور حسن أبو عائشة، وزير الدولة بالصحة، تمسك نواب الاختصاصيين باستمرار الإضراب؛ لإشفاقهم وتخوفهم من فترة الانتخابات، واحتمالات وصول حكومة جديدة دون إنفاذ بقية استحقاقاتهم وطمأن أبو عائشة الأطباء بأن الدولة لها نظام وهيبة، وأن التحول الديمقراطي سيحفظ حقوقهم، مشيراً لاستمرار عمل لجنة تحسين الأجور، والتي قال: إن رئاسة الجمهورية وجهت بإجراء دراسة فنية، بواسطة مختصين من المالية وديوان شؤون الخدمة والجهات ذات الصلة؛ لتحسين شروط الخدمة، ليس لنواب الاختصاصيين فقط، وإنما لكل الكوادر الصحية. واصفاً الإضراب بغير المبرر. من جانبه أكد د. أحمد الأبوابي، رئيس لجنة نواب الاختصاصيين إنفاذ الإضراب بنسبة 100% بالولايات. وقال: إنه يشمل الاختصاصيين، والنواب، والعموميين، والامتياز، وأقر بأن نسبة الإضراب بولاية الخرطوم متفاوتة، واستهجن الأبوابي حديث وكيل وزارة الصحة، د. كمال عبد القادر، بأن الحركة الشعبية، ممثلة في ياسر عرمان، تدفعهم نحو الإضراب وتحركهم. وقطع الأبوابي خلال حديثه ل (آخر لحظة) أمس، بأن تصريحات الوكيل لا تمتّ للحقيقة بصلة، قال: ليس لدينا علاقة بياسر عرمان ولم نجتمع معه. وأكد رئيس اللجنة تأثر جميع المستشفيات بالإضراب، مشيراً إلى أن تغطية الأطباء لأقسام الطواريء أدى لعدم تعريض حياة المرضى للخطر. وقال: إن الهدف من الإضراب إرباك الوزارة لإشعارها بضرورة الاستجابة لمطالبات الأطباء. وفيما يختص بأيلولة إدارة الميز للوزارة، قال: إن الوزارة أخطأت في هذا الأمر، باعتبار أن الميز حرم آمن للأطباء، ومهما اختلفت إدارته فإن الأطباء أحرار في كيفية استخدامه. وأضاف: نحن نرى أن كل الممارسات التي تمارسها الصحة ما هي إلا تعبير عن تخبط وديكتاتورية، ولا تحترم الأطباء، ولا إراداتهم ولا حرمتهم. وحول سؤال (آخر لحظة) عن تم ماذا بعد إنفاذ مدة الإضراب بعد الأسبوع قال الأبوابي: لكل حدث حديث.