حرضني للكتابة حول نبوءات نوستراداموس، الأخبار التي تناقلتها المواقع الاجتماعية، (face book) حول ما سربته وكالة الفضاء الأمريكية مؤخراً، من أنباء عن اقتراب كوكب، في حجم الشمس، اطلق عليه اسم الكوكب إكس (X المجهول الهوية ) أو nibiru ، وأنه ذو قوة مغناطيسية هائلة، تعادل ما تحمله الشمس، وبالتالي فإن هناك العديد من المخاطر، التي تهدد الحياة والأحياء، لو زاد اقترابه من مسار الارض .. وذكر خبراء الوكالة، ان هذا الكوكب سوف يمر على مقربة من الكرة الارضية على مسافة تمكن سكان شرق اسيا من رؤيته بكل وضوح(2009) بل انه سوف يعترض مسار الارض وذالك في عام (2011) وفي هذا العام سيتمكن جميع سكان الارض من رؤيته وكانه شمس اخرى.. ونظرا لقوته المغناطيسية الهائلة فأنه سيعمل على عكس القطبية، اي ان القطب المغناطيسي الشمالي، سيصبح هو القطب المغناطيسي الجنوبي، والعكس صحيح، وبالتالي فان الكرة الارضية سوف تبقى تدور دورتها المعتادة حول نفسها، ولكن بالعكس، حتى يبدا الكوكب بالابتعاد عن الارض، مكملاً طريقه في مساره حول الشمس . وهذا ما يفسر طلوع الشمس من مغربها، وذلك من علامات الساعة، في اعتقاداتنا الدينية.. وقد سبق لعلماء الوكالة رصد ظاهرة شبيهة، حدثت في كوكب المريخ عام 2003، حيث توقف الكوكب عن الدوران، ثم بدأ يدور عكسياً، فأصبحت الشمس تشرق على ظهر الكوكب من الغرب، وأطلق علمياً على هذه الظاهرة Mars Retro grade Motion ) وذكروا أنها ظاهرة طبيعية ممكنة الحدوث كل عشر آلاف سنة.. وتنبأوا أن يحدث ذلك بالنسبة لكوكب الأرض.. وقد رجحت الأخبار أن يؤدي اقتراب كوكب nibiru من الأرض إلى نهاية العالم، خاصة وأنه يؤدي إلى حدوث واحدة من أبرز علامات الساعة، وحددوا العام 2012 كموعد لنهاية العالم، وقد ربط مروجو هذا الخبر بينه وبين تنبوءات نوستراداموس، في محاولة لإكسابه قدراً من الصدقية.! ولكننا بموروثاتنا الدينية الموثوقة نؤكد أن بين طلوع الشمس من مغربها، وبين قيام الساعة، فترة زمنية متطاولة، يظهر فيها عيسى عليه السلام، ويظهر الدجال والدابة.. أما في النبوءات المسيحية فتحدد المدة بخمسة وأربعين سنه..ولعل خير دليل على كذب وافتراء كل الدعاوى الرائجة حول الكوكب المزعوم، ونهاية العالم، ما ذكره الدكتورمحمد بن إبراهيم دودح في مقال علمي رصين، نفى فيه كل ما ورد بشأن الكوكب المزعوم، واستشهد بما أعلنه البروفيسور ديفيد موريسون David Morrison أحد علماء ناسا في 31 يناير 2008: لم تُعلن وكالة ناسا عن اكتشاف كوكب سمته نيبيرو على الإطلاق، إنه مختلق وملفق وزائف Fake، ولا يوجد دليل علمي واحد على وقوع حدث فلكي مميز قائم على الحسابات الفلكية عام 2012 فضلا عن تدمير الأرض، إنه ليس إلا بقية أسطورة قديمة، ولا غرض منه سوى إفزاع الناس بقصص مختلقة ليس لها أساس في الواقع، ووصفه في 7 فبراير 2008 أنه: مريب Fishy وخدعة Hoax وإشاعة Buzz تعتمد على التنجيم Astrology وترتبط بالمعبود الوثني ماردوك Marduk الذي يرمز غالبًا عند السومريين والبابليين إلى المشتري Jupiter"؛ وهذا ما سجلته بالفعل الموسوعة العالمية الحرَّة، ويؤيده تكذيب التاريخ لسبق إعلان دمار الأرض بكوكب نيبيرو المزعوم هذا عام 2003 ولم يحدث شيء، والزمان هو أقوى شاهد، ولا يَملك مُغرض أن يُجادله ويُعارضه؛ فهو الذي يكشف الدَّجَل والخِدَاع ويُعلن الحقيقة سَاطعةً.