ü نسمع عن أطباء امتياز.. أطباء اختصاص.. أطباء وحدات.. أطباء خلدوا أسماءهم في عالم الطب.. ونسمع أيضاً عن أطباء بلا حدود.. لكن في بلادنا دون بلاد العالم نسمع عن أطباء إضراب.. ومع أنه في كل أنحاء العالم.. الأطباء بلا إضراب بعض الأطباء في بلادنا يخلطون المهنة الرفيعة والنبيلة بالسياسة ونظام الحكم. ü كنا نتوقع أن الصحة والعلاج تحرسها رسل الرحمة بملابسهم البيضاء ووجوههم النيرة التي تطمئن المريض قبل العلاج، لكن الآن اهتزت الصورة الجميلة والنظرة الى البعض من الأطباء المضربين بعد أن أصاب بعض المرضى الخوف والهلع والتردد هل يقصدوا المستشفيات حيث يهدد الأطباء النواب بالإضراب أم يلجأوا الى طرق أخرى للعلاج، هذه الطرق التقليدية والبلدية التي لا يعترف بها الأطباء. ü الآن الصورة أصبحت واضحة وأصبح الجدال الذي يثيره الأطباء المضربون لم يقنع رجل الشارع والمرضى قاصدي العلاج.. وعلى أرض الواقع وعلى لسان قيادات وزارة الصحة وزيراً ووكيلاً ولجنة التفاوض يعلنون أن المطالب المرفوعة مشروعة وأن الجزء الأكبر منها أجيز وتحقق.. ونال الأطباء مكتسبات حسب الإتفاق الذي تم بين اللجنة الممثلة لأطباء النواب ولجنة وزارة الصحة.. لكن عندما دخلت السياسة في مضمار المطالب.. تعقدت الأمور وأخذت مطالب النواب منحى آخر بتدخل أطراف تمتهن السياسة والعمل النقابي الذي يصب في تعكير الأجواء وإثارة القلاقل. ü اعتقدت بعد أن انجلت الأمور وانكشف المستور وظهرت النوايا واقتنع الرأي العام بأنه لا جدوى للإضراب ويمكن عن طريق التفاوض والحوار ومراعاة لظروف البلد، أن يتوقف بعض مشعلي النيران والدافعين للإضراب لشيء في نفس يعقوب أن يعودوا الى منطق الحكمة والعقل.. ويدعوا الأمور تسير سيرها الطبيعي.. فإنه بلغة الحوار سيتوصل الأطباء الى مبتغاهم. ü نعم لم يعد الإضراب مجدياً.. خاصة بعد أن اطمأنت السلطات أن التأثير حجمه ليس بالمخيف أو المزعج.. لكن هذا أيضاً لا يعني أن الأطباء يوجد بديل لهم وأن المستشفيات والمراكز الصحية يمكن أن تستغني عنهم.. ولكن هذه الفئة التي تمتهن المهنة النبيلة يجب أيضاً ألا تسلك مسلكاً تدفعها اليه أيادٍ لها أجندة سياسية. ü ولا أحد ينكر أن مضمار السياسة مليء بالمتاهات ومعبأ أحياناً بهواء فاسد يمكن أن يفسد حياة الشعوب ويزيد من المعاناة.. لكن عندما تدخل السياسة في مهنة الطب وتحركها في الوجهة التي تخدم أغراضاً بعيدة كل البعد عن واجبات الطبيب.. هنا مكمن الخطورة.. ولعل الأطباء قد فطنوا الآن الى أن الذين يدفعونهم للسير في طريق الإضراب لا ينتمون الى مهنة الطب.. وأن أجندتهم تخدم مصالحهم الخاصة. ü نحن لا نوافق أن تتعقد الأمور وتتصاعد.. ونقول إن استعمال الحكمة والمنطق سيحول دون الدخول في إضراب آخر.. فالأطباء شريحة مسؤولة عن صحة المواطن ولن يقبلوا بأن يتسببوا في فقدان الأرواح ولا يحتملون أن يدفع المرضى فاتورة الاختلاف بينهم وبين أطراف أخرى. وكما قرأنا وسمعنا ونقل الينا.. أن وزارة الصحة على أعلى قياداتها في استنفار تام واجتماعات متواصلة لوضع الأمور في نصابها وإعطاء كل ذي حق حقه بنظرة شمولية لتحسين الأوضاع لكل القطاعات بوزارة الصحة.. لكننا كلنا أمل أن نرى سوداننا به أطباء بلا حدود أسوة بالعالم المتحضر.