انخرطت (13) من قيادات حركات دارفور المسلحة، المنضوية تحت مظلة حركة التحرير والعدالة، وعدد آخر من حركات خارطة الطريق، التي توحدت بأديس أبابا، أمس، في ورش عمل، ببرج الأمل، بالعاصمة القطرية، الدوحة، قادها خبراء من البنك الدولي، ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجنوب أفريقيا، وسويسرا، تستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لتمكين قيادات الحركات من الدخول في تفاوض مع الحكومة، فيما أكد خبراء ومحللون سياسيون بالخرطوم، أن الخلافات بين الحركات الرئيسية في الدوحة، تبيّن أنها لا تضع سلام دارفور، ومستقبل مواطنيها، ضمن أجندتها الرئيسية، على خلفية عدم اعتراف حركة العدل والمساواة، جناح خليل إبراهيم، بالاتفاق الإطاري الذي وقعته حركة التحرير والعدالة مع الحكومة، الخميس المنصرم. واتهموا الحركات المسلحة بأنها جعلت من قضية دارفور مصالح وليست قضية وطنية. وأكد هاشم حماد، نائب الأمين العام لحركة التحرير والعدالة، على التزام حركته بما تم التوقيع عليه في الاتفاق الإطاري مع الحكومة، وأوضح في حديثه ل (آخر لحظة) أن ورش العمل التي انطلقت أمس لتستوعب جميع قيادات حركة التحرير والعدالة بالدوحة تهدف إلى وحدة الحركات وخلق سلام أساس لدارفور بالتداول حول مراحل التفاوض والوساطة من خلال المواد العلمية المدمجة والنقاش حول ملفات السلطة والثروة والأرض والحواكير والعدالة الانتقالية، وقلل حماد من امكانية حدوث تأثير في حال استمرار عدم إعتراف حركة العدل والمساواة بوجود بقية الحركات المسلحة، وقال نحن ملتزمون بالتفاوض مع الحكومة وتتحمل حركة العدل والمساواة النتائج السلبية في حال عدم التزامها.من جانبه اعتبر د. عبده مختار، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية، أن الحركات المسلحة تسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية، ولا تلتزم بالمواطنة، وتعمل على زيادة مأسأة أهل دارفور بتعنتها وعدم الالتزام بمنبر تفاوضي موحد، مبيناً في الوقت ذاته أن الحكومة أثبتت أنها أكثر جدية، وأعطت أكثر مما يتوقعه المراقبون، وعاد وقال د. مختار: إن الكرة في ملعب الحركات المسلحة الآن، إذا احتكمت لصوت العقل لتضع مصالح أهل دارفور في قمة أولوياتها، وأشار إلى أن رئيس حركة تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور أصبح (محروق). وأضاف أنه في مأزق، ومعزول عن الحركات وأهل دارفور في ذات الوقت، ودعا الحكومة ليتسع صدرها للحركات لتحقيق السلام والوساطة، إلى الجلوس في اجتماعات فردية وجماعية مع الحركات لتوحيد مواقفها. من جهة توقع عبد الله آدم خاطر، المحلل السياسي والخبير في الشأن الدارفوري، أن تتواصل الحركات بالدوحة إلى الجلوس حول منبر تفاوضي موحد، حتى وإن لم تتجمع تحت مظلة واحدة، منوهاً إلى أن عدم اعتراف الحركات ببعضها البعض يأتي في إطار تكتيكي، وليست في إطار استراتيجية البحث عن السلام.