(الأم) لفظة تحمل مخزونها الدلالي بكل اللغات وقد عظمتها كافة الديانات ومعتقدات الشعوب لذا كان من الطبيعي أن يرفع أكثر من (300) طفل من تلاميذ رياض مدارس كامبردج أمس لافتات تجمد أمهاتهم فقد أحس الحضور من أسر التلاميذ بذات المعنى العربي للعبارة (الأم) رغم أنها كتبت بلغة أجنبية (Mother) وقال الدكتور صلاح الدين عبد العزيز المدير العام لمدارس كامبردج بالسودان إن المغزي من تخصيص هذا اليوم للاحتفال بتخريج التلاميذ له أكثر من دلالة وحتى تقف الأم على مقدرات إبنها الأكاديمية والذهنية وتتكشف قيمة الأم ومكانتها لدى الحضور باعتبارها المساهم الأول في التربية، وإبان صلاح أن هنالك أكثر من 800 تلميذ بفروع أم درمان وبحري والخرطوم يتلقون منافسات في الموسيقى، الدراما، السباحة وعروض الكشافة والمخيمات الخلوية، وشهد الحفل أمس بقاعة الصداقة حضور كبير من الأسرة وأولياء الأمور وقد غمرت دموع الأمهات مسرح الحفل وأطفالهن يبدعون في الخطابة والغناء والدراما. وتتواصل الاحتفالات بمناسبة عيد الام وفي الحديث الشريف، عندما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك، و(الجنة تحت أقدام الأمهات) نظم الشعراء محبتها شعراً.. (ست الحبايب يا أغلى من روحي ودمي) كما شدت بها فايزة، وفي هذا اليوم يتبارى الجميع للتعبير، ولو في شكل إهداء رمزي، يعبر عما يجيش بدواخلهم من عواطف وخلال الاستطلاع التالي، في عدد من مواقع الهدايا والعطور والزهور كان التالي: اعتبر عبد المنعم عبد الله - طالب- المناسبة حدثاً مهماً ينتظره بفارغ الصبر ليعبر لوالدته عن مدى امتنانه بما قدمته له من رعاية وحب، وقال، وعيناه تفيض بالدموع: لو كان بيدي لأهديتها عمري، ونور عيني، ولكني اشتريت لها طقم عشاء فاخر، أعجبت به في فترة سابقة، وسأفاجئها به. وأجمعت ميادة، ورشا، ومي، على أهمية هذا اليوم، حيث يقمن بتجهيز الحلويات والعصائر والفاخرة، وتشير إحداهن لشرائهن تورتة تليق بالمناسبة، وعليها قلب وإهداء ل (ست الحبايب)، ويؤكدن على قيامهنّ باحتفال عائلي بسيط يجتمع فيه الأهل والجيران، ويقمن بتقديم الهدايا وتكشف ميادة قمت بشراء خاتم (لازوردي) خاص لأمي. وتفاوتت الآراء في تقديم الهدايا في عدد من المحال المنتشرة ما بين العطور، والثياب، والدعوات في المحلات الفاخرة، وكانت الأجمل هدية أحمد حسن لوالدته والتي قال عنها: أنا نفسي راضٍ جداً عنها، وسأقدم لها (للعمرة) رغم محدودية ما معي من نقود.. كيف لا أهديها ما تمنت وهي علمتني وسهرت معي. نواصل استطلاعاتنا ونلتقي السيدة سلوى عبد الرحمن عبده الريح التي بدت سعيدة بهذه المناسبة وقالت ان ابنائها د. اريج الفاتح ونجلاء مترجمة ولينا ومصطفى خريج اقتصاد اهدوا لها فستان وعطور وثوب بمناسبة عيد الأم تقديراً لكفاحها معهم حتى وصلوا لهذه المرحلة والمكانة المهمة في حياتهم وقالت انها بدورها تترحم على روح امها الحاجة ست البنات الهادي ووالدها المرحوم عبد الرحمن عبده وتدعو لهما بالرحمة والمغفرة والجنة بقدر ما قدما في حياتهما.. في إحدى زوايا المحل، الخاص بالثياب النسائية، جلست طفلة شاردة، ودمعة تكاد تفر من عينيها، وقالت: فقدت أمي في حادث سير، قبل سنين، وافتقدها كثيراً، وهديتي ستكون بشرائي للحلوى، والعصائر، وبعض الملابس وسأعطيها للمسنّات بدار الرعاية الاجتماعية، وبعض الأمهات من ذوي الحالات الخاصة. هذه بعض ملامح الأعياد في بلادي.. وعيد الأم مناسبة خاصة ونعمة تستوجب الشكر.. نحمد الله عليها ومتع الله الأمهات بالصحة والعافية والرضا.