هناك جهات نافذة ومتنفذة في السلطة تخصصت في الإساءة لكل من بذل وأعطى.. ولأخي محجوب فضل بدري مثالان في زاويته الشهيرة الأحد 21 / 3 / 2010م، أولهما المهندس مكاوي محمد عوض، وثانيهما حسبو محمد عبدالرحمن مفوض عام العون الإنساني، ولولا الحياء لكتب محجوب فضل عن تجربته في القصر الجمهوري وكيف تم إعفاؤه في مناخ مريب جداً وأثيرت حول الإعفاء علامات استفهام، كأن هناك (محرقة) خاصة قررت التخلص من محجوب بذات طريقة التخلص من أصحابه الآخرين.. لا تحتاج الحكومة لتبرير من أحد وهي تفصل وتعفي وتبدل من تشاء، لأنها على كل تبديل قديرة، وكذلك ليس مطلوباً منها أن تبرر أسباب إعفاء بعض الوزراء المسؤولين.. فالحكومة على (كيفها) تفصل أعضاءها كما شاءت وشاء لها (هواها)، ولكنها في السنوات الأخيرة أخذت على عاتقها (تلوث) القيادات التي تستغني عنها.. إما بالتشكيك في ذمتها المالية أو ذمتها السياسية أو ولائها .. تم إعفاء المهندس التقي الورع ميرغني صالح من منصب الوالي بالشمالية، وشهادة التقوى والورع من الرئيس البشير ولم تصدر من مصطفى عثمان أو مصطفى قناوي في سودانير، وعين بديلاً له.. أطلق يديه حتى يكنس آخر آثار ميرغني صالح في الشمالية.. تم إعفاء د. فيصل حسن إبراهيم من منصب الوالي في شمال كردفان وحينما قرر المؤتمر الوطني خوض تجارب الاختيار للمرشحين من القواعد حصل د. فيصل على أعلى الأصوات فاختاروه مرشحاً، ثم قرروا استبداله ليضعوا في صدره وعنقه (غصة) لن تمحوها المطايبات مهما بلغت رقتها. مئات القيادات ثم اغتيالها بسلاح الإعلام والدعاية السوداء، ومئات الضحايا تعرضوا لمحاولات إقصاء لم يستثنَ من ذلك كبير أو صغير... اتهموا الفريق عبدالرحيم محمد حسين ونشطت جهات حكومية وأقلام صحافية قريبة من الحكومة في حملة التشهير والإساءة لوزير داخليتنا السابق ولولا إعلان الرئيس الشهير بأن المهندس عبدالرحيم في استراحة محارب لأجلسوه على كرسي القماش وجعلوا منه زائراً دائماً للمآتم والأفراح. وقاد مستشار مغمور في وزارة العدل وزر الحملة ضد مولانا أحمد هارون حتى بلغ السيل الذبى وقال الرئيس كلمته لحماية هارون أخيه من مجموعات تجيد الحفر والدفن.. هذه شهادة من د. عبدالرحمن أبو دوم ومن د. هارون لوال بحق حسبو الذي لم تقدر الجهات التي أثارت حوله الغبار أن الرجل يخوض في بادية الرزيقات الانتخابات باسم المؤتمر الوطني، ولولا ثقة الناس في أمثال حسبو لسقط بفعل فاعلين في مفاصل الدولة لا يرعون خلقاً ولا أخلاقاً، يبثون سمومهم للقضاء على الناس بالباطل!! مثلما تمت التضحية من قبل بالأستاذ علي النحيلة المعتمد الذي نحروه في رابعة النهار من أجل تجميل وجه الإنقاذ!! ليس في الأمر عجب أن تجاوزت الدعوة المهندس مكاوي لافتتاح بعض المنشآت، فقد تجاوزوه قبل أن يتم إعفاؤه حينما تم افتتاح سد مروي وكان الغائب الأكبر حينذاك مدير الهيئة القومية للكهرباء رغم أن كروت الدعوات بلغت حتى الخفراء والعمال والناشطين في منظمات المجتمع المدني من كل جنس إلا المدير مكاوي لأمر في نفس يعقوب، ويعقوب أصبح هو الآمر والناهي بيده القلم والسيف ومفتاح الخزائن وقيل أيضاً تأشيرات دخول نار جهنم!!