خلل كبير ظل يلازم مسيرة الكثير من الواعدين الذين يقدمهم البرنامج الشهير بقناة النيل الأزرق (نجوم الغد).. ويتمثل هذا الخلل في التصريحات التي ظل يطلقها المتخرجون من البرنامج، وعلى وجه الخصوص أصحاب المراكز الأولى.. ينتقدون فيها إدارة القناة والقائمين على أمر البرنامج، ويتحدثون أحياناً بايحاءات تفتح الباب للكثير من الاجتهادات.. وكلٌ حسب خياله. هذا الخلل يؤكد ما ساقه من قبل الموسيقار محمد عبد الله محمدية، بأن هؤلاء الواعدين فيهم الكثيرون ممن لم يبلغوا الحلم، وبالتالي يحتاجون للرعاية الفنية بصورة تربوية، ونضيف لحديث محمدية من عندنا أن الرعاية وحدها لا تكفي، فلابد من أن نعلمهم قيمة الوفاء الذي كما وضح أنه غائب تماماً من قاموسهم.. بدليل أنهم يهاجمون القناة التي قدمتهم، والبرنامج الذي لولاه لما عرفهم أحد.. فهؤلاء الصغار وللأسف يحسبون بعد نهاية الحلقة الأخيرة من البرنامج، والهالة الإعلامية التي تحيط بهم.. يحسبون أنهم بلغوا الشهرة وأحياناً أنهم تجاوزوا الشهرة وبلغوا المجد.. والمؤسف أكثر أن معظمهم يضيع في زحمة الوسط الفني ويصبح نسياً منسياً.. والسبب لأنهم افتقدوا لقيمة الوفاء والتربية الفنية السليمة... لن نقول إن إدارة قناة النيل الأزرق لم تتعظ، ولن نقول إن معد ومقدم البرنامج لم يعِ الدرس.. ولكننا نقول: يجب أن تعيد إدارة القناة حسابات هذا البرنامج، وأن تبحث عن مبدعين آخرين في مجالات غير الغناء والشعر.. فعلى الأقل يمكننا أن نضمن أن نقدم للمجتمع شيئاً فيه الفائدة والنفع، ونهيئ رجالاً للمستقبل، بدلاً من جيش المغنيات الذي لم يضف جديداً.. هذا إذا لم يكن خصماً على المجتمع، وعلى قيم كثيرة فاضلة.. وأن الهالة الإعلامية والنجومية التي تحيط بالمتخرجين هي سالبة، بدليل عدم مقدرتهم على الاستمرار، وعدم تقديم جديد له قيمة.. ونقول أيضاً أن درجة المشاهدة العالية لبرنامج لا تعني نجاحه، لأنها مشاهدة من باب الترويح والاستماع للغناء.. وسؤال نوجهه للأستاذ حسن فضل المولى مدير قناة النيل الأزرق.. هل يرضيكم تطاول الصغار عليكم؟ ولماذا يتكرر هذا الأمر.