لقد تحدثنا عن أغاني وأغاني وسال المداد عن ماهيتها وتقدمها أو تأخرها في حلقاتها المتتالية. لكن اليوم وددت أن ألفت النظر إلى ما ذكرته في مقال سبق لهذا، قلت فيه أن الجيل الجديد يحتاج للتمرس في صنعة الغناء. يجب أن يعطى كل واحد من المجموعة لائحة باسماء الأغاني ليتمرن عليها قبل دخول الاستديو. جدير بالذكر أن من الحلقات التي لفتت انتباهي ايجابيا بسرد الأستاذ السر قدور وسلبا بأداء المجموعة المعوعية بلا انقطاع، سيما أحد المطيربات، الحلقة الثامنة. من اجمل احاديث هذا البرنامج تضمنته تلك الحلقة التي استهلها الأستاذ السرّ قدور، فاردا عضلاته ومتحدثا عن أمجاده الخوالي في مسرحية فقد بعدها عشرة جنيهات لأنه غنى أغنية الأستاذ حسن عطية: حبيبي ناوي الرحيل. هذه الأخيرة وبلا شك عمل تاريخي قلما يتكرر مثله مثل قامة المطرب حسن عطية العملاقة وبراعة الشاعر الفذ أبوبكر خالد. کنت أحسب أفراح عصام من قبل من الأصوات الواعدة التي تحمل عِرَباً صوتية فريدة في نوعها وفي أداءها التطريبويّ. غابت الفتاة عن البرنامج لأمور خاصة بها، ربما يعرفها الكثيرون ثمّ عادت. كنت أحسبها قد رجعت بعد أن تخمرت مداخلاتها السابقة لتعود بقلب كله ولع وحبّ للمشاركة الجديدة في عام 2011. يجب علينا أن ننصف الفتاة بأن أداءها من قبل، سيما لبعض أغاني سيد خليفة وثنائي العاصمة قد كللت بالنجاح وكم أحببها الجميع لأدائها المتفرد. لكن تلك النجاحات أبطرتها إلى مواصلة صقل الموهبة. وكل واعدة تطلع بالنيل الأزرق تحسب بأنها قد بلغت قمم الألب الموسيقية. لكن حتى أم كلثوم كانت مواصلة للتمارين إلى أن وافتها المنية. وكل طلعة على المسرح أو لقاء تلفزيوني تأخذه بالجدية التامة لأنها إما فرصة للصعود العمودي وإما هوّة للإخفاق المتناهي. لقد حطمت أفراح جماليات الأغنية بكل المعايير. بدأت تبحث بنظراتها تجاه الفرقة الموسيقية لتتيقن المسار: "أه يا محمدية أنا ماشة كويس؟" لقد بدا للمشاهد المتمرس من أول وهلة وبصورة جلية عدم معرفتها بالأغنية وعدم تأديتها لها من قبل حتى كانت النتيجة المنتظرة والمرّة الإخفاق في ترجمة رسالة الأستاذ حسن عطية إلى المشاهد ولو بنسبة 20٪. لقد أخفقت الواعدة أفراح في الأداء دونما شك. خابت الطلعات الصوتية الرنانة التي عرفناها عنها فلم تكلل بالنجاح، وبلغ احتكاك الحبال الصوتية درجة بالغة . وذاك يعبر عن جهد مضى وعدم الراحة مما يقودنا إلى سبهللية الهواة. زد على هذا وذاك أنها غرقت في القرار وغليظ الأصوات إلى أن بلغت في بعض الجمل الموسيقية درجة النشاز. هل تستسهل قناة النيل الأزرق الجيدة العطاء ومقدم البرنامج السرّ قدور وعورة الصناعة؟ هل يريدون المال والكم دون الكيف؟ هل يعرفون بأن أمر التوثيق قد يكون سلاحا ذي حدين؟ قد لا يكفي أن يلقن الفنان عصام محمد نور أو حاتم البنا أو محمدية، وهم من المتمرسين، الشابات قبل بضع دقائق من التسجيل على نظام الفاست فود وأبو سريع لأن النتيجة تكون واضحة كالقمر. من جهة أخرى، لماذا لم يفكر هؤلاء المطربون في ابتكار طريقة توزيعية جديدة للمداخلات أثناء الأغاني، عبر الهرموني، أو الصمت واتاحة الفرصة لشخص آخر أو التداخلات الثنائية بالدرجة الثالثة أو الرابعة أو التلاعب بالقرار والجواب الخ لكي يرفعوا من قيمة المادة المقدمة. حرام عليك يا أفراح وحرام عليكم يا أخوة وأخوات. يا أفراح، لا نود الأخذ منك ولأننا نحبك كفنانة وإنسانة قد يكون لها مستقبل في هذا المجال جنحنا ووددنا أن نترك لك رسالة وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. متمنيا لكِ ولكم التوفيق بالعمل الدؤوب. Dr. Mohamed Badawi [[email protected]]