أحداث درامية مثيرة شهدها حوش التلفزيون القومي الأيام الماضية انتهت بمغادرة الأستاذ عبد الماجد هارون مدير إدارة الأخبار والشؤون السياسية للحوش«غضبان أسفا».. والذي لم يكتفِ بذلك، بل غادر البلاد الى القاهرة.. وتعود تفاصيل الأحداث إلى المساءلة التي قام بها مدير التلفزيون الأستاذ محمد حاتم للأستاذ عبد الماجد عن أسباب عدم نقل اجتماع مجلس الوزراء الذي انعقد مؤخراً خارج الخرطوم، والذي كان التلفزيون قد رتب إجراءات نقله إلا أنه فاجأنا بقطع البث دون إكمال الجلسة، وجاء غضب عبد الماجد بحسب ما أوردت المصادر، إلى الطريقة التي خاطبه بها حاتم والذي حاول إعادة المياه إلى مجاريها عقب مغادرة ماجد لحوش التلفاز، إلا أن الأخير أغلق تليفونه حتى مغادرته للبلاد.. مؤكداً أن الفضائية السودانية تعيش مشكلة انسجام إداري، بل بالأحرى أنها تعاني من مشاكل إدارية. فصديقنا الأستاذ محمد حاتم الذي احتفى العاملون بعودته، اكتشفوا أنه لم يأتِ بحجم رغباتهم.. وقد قال حاتم نفسه لدى مخاطبته آخر اجتماعاته بالعاملين(إنني أعلم أنكم تطلقون عليّ محمد حالم) وتسمونني(محمد خاصم).. وهذه مشكلات محمد حاتم التي أقعدت الجهاز ليجعلنا في عهده نحلم بأن يعود التلفزيون إلى سابق عهده في وقت تطورت فيه كل الأشياء من حولنا إلا أداء تلفزيوننا القومي الذي جعل القنوات الأخرى تخصم من جماهيرته كثيراً وباستمرار حتى وصل درجة أن غالبية أهل السودان قد انفضوا عنه للأسف.. وأقول من خلال متابعتي، إن أزمة التلفزيون يكشفها احتفاله بحصاد عام 2009م، والذي يؤكد أن مديره لا يعرف أو لا يحس بحال المستوى الذي وصلت اليه شاشته ويتجرأ بالاحتفال بحصاد العدم، ويكرم من أسماهم بالمتميزين خلاله ويتحسر في احتفاله على تخلف عبد الماجد هارون عن حضور التكريم.. ليتضح لنا أن جمل الفضائية السودانية يريد أن يقنعنا بأنه رقبته غير معوجة في مغالطة للواقع لن تفيد.. فكم أتمنى أن يترجل محمد حاتم بتقديم استقالته حتى يأتي من يعيد للتلفاز الذي نحتاجه، ألقه وجماهيرته.. وليس عيباً الاعتراف بالفشل وإنما العيب في مغالطة النفس والإصرار على صراعات تقعد بالتلفاز في مرحلة تاريخية نحتاج فيها لجهازنا المهم الذي صار يقلد في برامجه قنوات أقل إمكانات مادية وأصغر عمراً منه وافتقدت شاشته للجماليات في زمن تعتمد فيه الفضائيات أولاً على جماليات الشاشة ثم الأفكار المتجددة والمتنوعة.. وتصبح مغادرة حاتم لإدارة الجهاز المهم مهمة حتى تعود العافية للفضائية ويعود اليها من غادروا هرباً من المعاكسات أو الذين طردوا، وحتى يأتيها أصحاب الأفكار الجديدة في ظل الجفاف الإبداعي الذي تعيشه حالياً. أخيراً عفواً أخي حاتم فأنا أكن لك كل الحب، إلا أنني إشفاقاً عليك من التمادي في الفشل أقول خير لك الاستقالة الآن.