تراسيم تلفزيون محمد حاتم !! عبدالباقى الظافر [email protected] اصدر مدير التلفزيون القومي قرارا أقال فيه مديرة إدارة الأخبار..ولكن قبل ان ينقضي يوما من الزمان كان السيد المدير يضطر للتراجع عن قراره الذى استند على حكمة (ريسين غرقوا المركب)..ليس من المهم ان نعرف الآلية التي أعادت عبد الماجد هرون إلى منصبه..ولكن من الأهم ان تعرف عزيزي القاري ان أخر مناصب بن هرون قبل ان يقفز إلى حوش التلفزيون كان إدارة مكتب البروفسور إبراهيم احمد عمر بالمؤتمر الوطني ..أما المدير العام للتلفاز فالذي يزين سيرته المهنية انه كان مسئولا رفيعا في الشرطة الشعبية . جاء زميلنا الاعلامى ضياء الدين بلال لتقديم برنامجه الجديد وجهات نظر..الاعلامى الضخم كان قد اعد كل صغيرة وكبيرة للحلقة التي من المفترض ان تبث على الهواء مباشرة ..كان في نية ضياء الدين الجمع بين نافع وباقان ..ولكن نافعا اعتذر عن مناظرة وزير السلام في حكومة الجنوب.. ولأن إدارة التلفزيون تتعامل بعقلية الشرطة والحزب لم ترد للوزير باقان ان ينفرد بالمشاهد السوداني ..من وراء مقدم البرنامج ومعده جاءوا بالأستاذ غازي سليمان ليكدر صفوا أمين عام الحركة الشعبية . لم ينتهي الأمر عند هذا الحد ..غضب مقدم البرنامج ..و(حرد ) الأستاذ غازي سليمان الذى وضع في مأزق حرج ..فيما اعتذر السيد باقان اموم ..بعد مجهودات دبلوماسية ..وافق باقان على تسجيل الحلقة بدلا عن بثها على الهواء..مشترطا ان تبث بلا (سنسرة )..النتيجة ان التلفزيون عرض الحلقة بلا ذنب ..حيث تم حذف الجزء الأخير بحجة عدم وضوح الصوت أثناء التسجيل. في صباح يوم ما ..زار الرئيس الصيني الخرطوم..خرجت الجماهير إلى الشوارع تحي الضيف القادم ..تخلف التلفاز عن المناسبة لسبب معقول..غضبت الحكومة فرمت بمدير التلفزيون الأستاذ عوض جادين إلى خارج أسوار الحوش. المشاهد الدرامية السابق توضح حال تلفزيوننا القومي ..التلفاز الذى يموله دافع الضرائب السوداني يفكر بعقلية الشمولية..يخشى ان يغضب الحكومة أو يجرح خاطر الحزب الحاكم بمشهد فيه معالم الأخر..الغريب ان قناة الشروق التي من المفترض ان تعبر عن الحزب الحاكم باعتبار ان مؤسسيها تجمعهم آصرة الولاء للمؤتمر الوطني..هذه القناة توفر مساحات أرحب للرأي الأخر..بين ثنايا برامجها يطل تعدد وتنوع السودان الكبير واضحا. واقع التلفاز هذا نفر المشاهدين ..أصبح السودانيون لا يتذكرون تلفازهم إلا حينما يبث حصريا مبارأة في كرة القدم ..جل الناس فروا إلا قنوات تمتعهم دون ان تعكس موروثهم الشعِبي. بعض أصحاب المبادرات حدثتهم أنفسهم ان يتركوا للحكومة تلفازها الوطني..عزموا على إنشاء قنوات فضائية خاصة ..فوجئوا بوزارة الأعلام توصد أمامهم الأبواب..فاضطرت بعض هذه القنوات للهجرة لدول الجوار..وصعب على كثير منها الحديث للوطن من خارج الحدود ..فتعثرت هذه القنوات ومنها من ينتظر. تلفزيون السودان يحتاج إلى ثورة في المفاهيم..يجب ان يدرك القائمين عليه ان عليهم إرضاء المجتمع لا الحكومة ..يحتاج تلفزيون محمد حاتم سليمان إلى منافس حقيقي من القطاع الخاص. هل تتوقعون ان يستقيل الأستاذ محمد حاتم سليمان بعد كل هذا.؟