لم يعد وصلك ألا حلماً في الكرى.. أو خلسة المختلس.. أو هكذا بدأ منصب رئيس الجمهورية يتباعد في مشهد التغيير الذي ظل يحلم به مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية الأستاذ ياسر عرمان الذي يبدو أنه الوحيد الذي فوجئ بقرار سحب ترشيحه رغم أن عدة جهات وتنظيمات ومنظمات وأحزاب كانت تتوقع هذا الأمر من جانب الحركة الشعبية.وبمتابعة (آخر لحظة) لما قبل الحدث وما بعده من تداعيات تكشف معلومات مثيرة عن تقرير أعدّه الدكتور منصور خالد أحد كبار قادة الحركة وأبرز مستشاريها السياسيين وقدّمه لرئيس الحركة الفريق سلفا كير ميارديت قبل نحو أسبوع أو أقل بقليل، أوضح فيه من خلال دراسة واقعية أن حظوظ الحركة في الفوز بالمنصب الأعلى في الدولة أضعف من ضعيفة، وإن من أسباب ذلك الضعف ترشيح الحركة لشخص الأستاذ ياسر سعيد عرمان الذي واجه عداء مستحكماً من قبل خصوم من أصحاب الأوزان السياسية الثقيلة داخل الحركة الشعبية عموماً وفي قطاع الشمال على وجه الخصوص، إذ استشهد التقرير بمنع قيادات الحركة في البحر الأحمر لزيارة كان من المفترض أن يقوم بها عرمان إلى هناك قبل أيام قليلة مضت. ورصدت (آخر لحظة) قبل ثلاثة أيام سيارة فخمة (هيئة دبلوماسية) تتبع لمسؤول رفيع في السفارة الأمريكية تقف أمام منزل الدكتور منصور خالد القريب من مباني الصحيفة في وسط الخرطوم، وقد رجحت مصادر (آخر لحظة) أن يكون اجتماع قد تم بين الدكتور منصور والدبلوماسي الأمريكي الرفيع قبيل زيارة المبعوث الأمريكي «سكوت غرايشن» الأخيرة للخرطوم لإطلاعه على موقف الحركة من الانتخابات وتقييم وضعها قبل بدء الإجراءات الفعلية للعملية الانتخابية التي يبدأ الاقتراع فيها في الحادي عشر من إبريل الجاري. وذكرت مصادر (آخر لحظة) داخل الحركة الشعبية أن قرار سحب ترشيح الأستاذ عرمان من انتخابات الرئاسة كان مفاجئاً له وللأمين العام للحركة السيد باقان أموم وإنه كان قراراً من جانب رئيس الحركة السيد الفريق سلفاكير ميارديت عضده نائبه الدكتور رياك مشار وقيادات أخرى داخل الحركة ممن يمكن أن يطلق عليهم اسم أو صفة المعتدلين الذين يرون ضرورة عدم الشد والجذب من جانبهم تجاه قيادات المؤتمر الوطني التي لم تتخذ أي مواقف عدائية تجاه الحركة في الجنوب، وأخلت لها الساحة للفوز بمنصب رئاسة الجنوب دون منافسة من جانب حزب المؤتمر الوطني. وأفادت متابعات (آخر لحظة) أن رئيس الحركة الشعبية كان يصر على موقفه مستنداً على موقف قمة الايقاد الأخيرة المنعقدة في العاصمة الكينية نيروبي أخريات الشهر الماضي والتي شددت على ضرورة قيام الانتخابات في موعدها متمسكة بأنها الخطوة الأولى التي تسبق خطوة الاستفتاء لتقرير المصير في يناير من العام 2011م. يقول المقربون من مراكز اتّّخاذ القرار داخل الحركة الشعبية إن مرشح الحركة للرئاسة الأستاذ ياسر عرمان أصيب بصدمة وشعر بأنه يدفع ثمن اتفاقات سياسية قد تخرجه تماماً من الساحة السياسية، وأنه ظل في حالة (اجتماع صدمة) استمر إلى فجر اليوم التالي مع عدد من قيادات الحركة من بينهم السيد باقان أموم، بعد شعوره بأن أحلامه في الأمل والتغيير قد تبخّرت. ويرى ذات المقربين من مراكز اتخاذ القرار داخل الحركة الشعبية أن سحب ترشيح الأستاذ عرمان من قائمة المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات المقبلة سيقود إلى ردة فعل تخرج بالأستاذ عرمان من الحركة نهائياً لتكوين حزب جديد أو تعيد إلى ذهنه فكرة الهجرة إلى الولايات المتّّحدة الأمريكية من جديد.. ومع ذلك ليس في وسع المراقبين إلا الانتظار لمعرفة ردة الفعل التي سيواجه بها الأستاذ عرمان هذا القرار.