كنت أفكر أن أجعل عنوان هذه الكلمة محمد بن عيسى، هذا الرمز الثقافي العربي الأصيل وباني ومؤسس منتدى أصيلة الثقافي، أهم وأشهر منتدى ثقافي عربي عالمي في مدينة(أصيلة)، إحدى أهم الرئات الثقافية في الوطن العربي وفي المملكة المغربية الشقيقة، والتي يعود الفضل في بروزها للعالم وللأفق الثقافي العربي، إلى رائدها الأديب الكاتب المثقف الموسوعي الوزير محمد بن عيسى وزير الثقافة السابق في المملكة المغربية.. وأحد المقربين بعلمه وعطائه وثقافته إلى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وهو من هو لحبه لأهل الثقافة والعرفان.. وفي عهد المليك والوزير انتعشت مجالس العلم والعلماء، وشهدت قاعات فاس والرباط ومراكش والديوان الملكي وقصور جلالته أكابر العلماء، وشهدت أروقته محاضرات لرموز أهل العلم في بلادنا العربية والإسلامية وعلى رأسهم العلامة عبد الله الطيب وأضرابه من أهل الفكر والبيان. واليوم نحن في الخرطوم نحتفل بالذكرى الأولى لعبقري الرواية العربية الطيب صالح، والذي قام هذا العام برعاية كريمة من جامعة العلوم الطبية والتقانة برعاية مؤسسها ورائدها البروفيسور مأمون حميدة.. ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي منارة الثقافة السامقة، بقيادة ربانها الماهر المثقف والناشر والمترجم المقتدر الأستاذ محمود صالح عثمان صالح، شرف بلادنا بدعوة كريمة من الهيئة المنظمة لهذه الاحتفالية وبدعوة كريمة من السيد محمود صالح، للأديب الكبير والمثقف العربي المغربي سعادة الوزير سيدي محمد بن عيسى.. إن زيارة هذا الرجل تشريف لنا ولبلادنا ورد بسيط متواضع لأياد جليلة وعظيمة أسداها هذا الرجل الكبير لهذا الوطن، بتكريمه لرمز من رموز أدبه وعطائه وإبداعه الراحل الكريم ابن السودان البار الطيب صالح.. وفي مثل هذه المناسبة.. بل وفي هذه العجالة لا تفي الكلمات محمد بن عيسى حقه في ما أسدى وقدم.. وهذا حديث طويل يحتاج إلى صفحات لتكريم هذا الرجل العملاق الذي امتلأ قلبه بحب أهل الفكر والثقافة.. وبحب أهل السودان ورموزه.. وبعد فهذه تحية واجبة وآمل أن تأتي اللحظات والأيام بل والمواقف التي نستطيع فيها إماطة اللثام عن كل ما قدم الوزير الإنسان الأديب محمد بن عيسى فلا جاء يوم شكره.. وهذا تاج من الشكر والتقدير على رأسه الكريم وجبينه الوضاء.. وحقاً وصدقاً ما قال الشاعر:- (ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما لونه فجميل)