جاء في الأنباء أن حكومة د. عبد الرحمن بالخرطوم قد شرعت في إعادة النظر في كافة الرسوم التي تتحصلها المحليات، وهنا يكون د. الخضر قد وضع يده على موضع ألم المواطنين، فالجبايات ظلت تؤرق الناس في كل أرجاء الولاية، في أرقامها وطرق جبايتها وأساليبها، وقد شاهدت في المنطقة الصناعية الخرطوم كيف أغلقت محال كثيرة ظل أهلها ينظرون اليها كل يوم بالعين البصيرة واليد القصيرة، وهم يتركون خلفهم في البيوت أسراً تضررت من إغلاق المحال و.. و.. و.. القائمة تطول ولا تحتاج إلى نماذج، فكل مواطن مكتوٍ منها.. فلا شيء تركته المحليات العاجزة عن استنباط موارد ومواعين جديدة لإيراداتها غير الجبايات والإتكاءة على فرض رسوم حتى على الرسوم.. وما يعجبني في د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم المرشح لولاية جديدة في الانتخابات.. أنه جاء للولاية بمنهج مختلف إنحاز فيه للغلابة وهموم الناس وظل يعمل في صمت لحل كثير من القضايا التي تؤرق..فهو يختلف عن المتعافي الذي اتبع فلسفة تشييد الطرق لمكافحة الفقر برفع أسعار منازلهم، وإنما قفز إلى معالجات مباشرة للمشكلة عبر دراسات أشرك فيها الفقراء بجانب جهات الاختصاص، كما شرع في معالجة قضية التشرد بشكل مختلف يراعي إنسانية المشردين الذين كان يقذف بهم في سيارات الشرطة قذفاً.. واتجه لمعالجة التسول بمنهج مختلف انعكست آثاره في انحسار الظاهرة بشكل ملحوظ.. ومعروف أن د. الخضر لا يعرف الراحة وقد بدت آثار الإرهاق حتى على مساعديه من مدير مكتبه خليفة ومدير إعلامه الطيب سعد الدين، وقد سعدت لاعتراف الوالي بوجود مساومات في التحصيل للجبايات.. ويعجبني فيه أنه لا يكابر في الاعتراف بالأخطاء في منظومة حكومته.. وقطعاً أن أي اعتراف يقود للمعالجات المطلوبة والمرغوبة.. وبلا شك أن المنهج المتوازن الذي يتبعه د. الخضر في معالجات هموم إنسان الولاية سيقود اذا ما تم اختياره لولاية جديدة.. إلى تصحيح أوضاع الخرطوم الولاية الشديدة التعقيدات والتشابكات.. والتي جعلتها تشكل حاضنة سياسية لكل هموم السياسة لأهل السودان وإفرازاتها المختلفة.. وحاضنة اقتصادية لا تتوقف الهجرة نحوها.. ومهدداً أمنياً إن لم تحسن الولاية إدارتها للجوانب الأمنية. أخيراً: إن كل هذه المعطيات تنصب في صالح د. الخضر لهزيمة منافسيه من الذين جربناهم ولم يأتوا بشيء.. والذين لم نجربهم ولا يتوقع أن يجازف المواطنون باختيارهم في الولاية شديدة التعقيدات.