مثلما صدرت فتاوي وتوجيهات من هيئات وجمعيات تحمل عناوين دينية بضرورة التصويت للانقاذ ومرشحها الرئاسي المشير عمر البشير كواجب ديني مفروض، فهناك أيضاً مواطنون متدينون جعلوا من الشريعة والدين «باراميتر» ومقياساً لمحاكمة الانقاذ وللتقرير فيما إذا كانت تستحق المساندة والتأييد الانتخابي بمعايير الدين نفسها.. والرسالة التالية من السيد عوض سيد احمد تعتبر مثالاً لذلك: الى الاستاذ طه النعمان محرر زاوية : إضاءات حفظه الله تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد عزيزى بعد نشركم للخطاب تحت عنوان : رسالة الى اللجنة القومية لترشيح البشير ....... نصيحة مواطن ... فى زاويتكم المقروءة تاريخ27/3/2010 وردت الى رسائل عديدة عن طريق البريد الالكترونى يطلبون فيها مدهم بالرسائل المضمنه فى الكتاب الموجه للهيئة أعلاه فوجهتهم للاطلاع عليها جميعا بموقع سودانايل كوم صفحة منبر الرأى ثم أعقب ذلك رسائل عديدة فيها أيضا تساؤلات ومداخلات كثيرة تحتاج لإعداد ردود لها وبما أن صحتى لا تسمح فى الوقت الحاضر ، الا أن هناك سؤال ملح كان من ضمن هذه الأسئلة ورد من عدد من القراء : يقول ما معناه : قرأت رسائلك كلها أل. (7) وحقيقة يمكن القول أنها تعتبر متابعة دقيقة وموضوعية لدولتنا القائمة الآن : الانقاذ وذلك مند أن وضع بذرتها ألأب الروحى لها : الشيخ الدكتور حسن الترابى في عام 1964 مرورا بقيامها فى عام 1989 وحتى تاريخه والآن نحن أمام محك عظيم وهو : الانتخابات والسوآل الملح هو : هل ستعطى صوتك للانقاذ أم لا الاجابة : للاجابة على هدا السؤال أرجو أن احيل القارىء الى حقيقتين هما : الأولى : هناك حادثة مشابهة سبق ايرادها فى الرسالة (1) من ضمن الرسائل المشار اليها أعلاه والمرسلة للهيئة القومية لترشيح البشير وفيما يلى نصها بالكامل : ü في الأيام الأولى للانقلاب ونحن خارج البلاد كان يدور نقاش كالعادة بين مؤدين ومعارضين وكنت كعادتي أتجنب مثل هذه المناقشات ولا اشترك فيها ولكن حدث مرة أن احتدم النقاش وتعرض أحد المعارضين بالنقد لسلبيات النظام وقام بتعدادها وهنا تصدى له الطرف الآخر ليس مفنداً لها ولكن بالكلمة المعهودة عادة « ما كل القبلهم كانوا كده » üوهنا انبريت له قائلاً: üيجب أن تعلم يا أخي أن الأمر هنا يختلف اختلافاً بائناً ، فلا وجه شبه البتة بين الأنظمة السابقة منذ الاستقلال وبين هذا النظام ، وبالتالي لا يجوز مثل هذه المقارنة .سأل: لماذا ؟ üفقلت : كلنا يعلم أن النظام الحالي قد أخذ السلطة قهراً ثم تعهد أمام الله وأمام الشعب أنه لم يقدم على ما أقدم عليه : إلا لقيام حكومة إسلامية تطبق شرع الله وتهتدي بهدي الكتاب والسنة. üفهنا يا أخي يصبح واجب أي مسلم سوداني بصفة خاصة وأي مسلم آخر بصفة عامة أن ينظر إلى أقوال وأفعال وأحوال النظام ويزن ذلك كله بميزان الشرع، فإن تطابق معه فهو مطالب شرعاً بالوقوف والتأييد والمعاضدة معه وأن تكشف له عكس ذلك أو تأكد لك أنهم ليسوا على الحق فهنا يلزم أن تحدد موقفك بما يقتضيه حكم الشرع في مثل هذا المقام، ولا مكان هنا للمقارنة مع أي وضع آخر لم يدخل في التزام من أصله. هذا من جانب ومن جانب آخر. üإن الأوضاع السابقة التي تشير إليها وصلت السلطة عن طريق آلية التفويض الجماهيري ومقدور على إزاحتها بذات الآلية، أما النظام الحالي فقد عطل هذه الآلية وفرض سلطته بقوة السلاح فأين وجه المقارنة هنا وخاصة إذا نكث العهد ولم يراع الله في الرعية.. الحقيقة الثانية تتمثل فى أننا جميعا كمواطنين أتيحت لنا فرصة غالية وثمينة خلال حكم الانقاد وتجربتها لأكثر من عقدين من الزمن يستطيع كل فرد منا أن يحكم لها أو عليها دون أى حرج أو الوقوع فى دنب أو معصية ... كيف ؟ . ما علينا الا ان نعيد تطبيق نفس المقولة السابقة أعلاه وهى : أن ننظر إلى أقوال وأفعال وأحوال النظام ونقارنه على واقع الحال وما حصدناه خلال هذين العقدين ، ثم نزن ذلك كله بميزان الشرع، فإن تطابق معه فنحن مطالبون شرعاً بالوقوف والتأييد والمعاضدة معه وأن تكشف لنا عكس ذلك أو تأكد لناأنهم لم يوفوا بما عاهدوا الله عليه ، فهنا يلزم أن نحدد موقفنا بما يقتضيه حكم الشرع ولا شىء غير ذلك هذا هو البعد الدينى الذى يجب ان نحتكم اليه بعيدا عن أى موثر آخر . وفى الختام لا يسعنى الا أن أختم بالدعاء المأثور : اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ودمتم فى حفظ الله ورعايته أخوك / عوض سيدأحمد عوض هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته