يعيش شبابنا متفاعلاً مع ما يجري في البلاد من أحداث سياسية، تمهد الى تحول ديمقراطي، وانتقال سلمي للسلطة!.. ينظر الشباب لكل هذا بفخر، وهو يرى أن بعض دول العالم تشهد معارك دامية في مثل هذا التحول الديمقراطي وهم بطبيعة الحال يحمدون لدولة الإنقاذ بقيادة الرئيس القومي المشير البشير، يحمدون لها كل هذا الإنجاز السياسي العظيم والشباب يعجبون- كيف فرط الجيل السابق- وقادة أحزابه، في ذلك الموروث الممتاز من حرية وديمقراطية أرساها- صناع الاستقلال العظماء بقيادة الزعيم الخالد الذكر- الأزهري؟! ويعقب الشباب بسخرية- على قول بعض الناس: إن الأنظمة العسكرية لم تتح للأحزاب وقتاً كافياً لإرساء الحرية والديمقراطية، ووجه السخرية عندهم أن التاريخ يقول ما من نظام عسكري - إلا سبقته سياسات حزبية خاطئة- قادت البلاد للخراب- بل وافتقد الناس الأمن!.. بل إن الشباب يضيف الى ذلك أن تلك الأنظمة العسكرية رغم عدم إتاحتها لحرية كافية إلا أنها، - بنت- كثيراً من مشروعات التنمية، العالية ولعل عهد ثورة الإنقاذ الوطني -خير شاهد على ذلك، ويعلق كثير من الشباب على ظاهرة تدهور المد السياسي للأحزاب السياسية الحزبية التي كانت حاكمة في الماضي! فيرجعون ذلك الى عدم نظرية سياسية فكرية شاملة تخطط تلك الأحزاب لترسيخها! كل هذا والعالم من حولنا يشهد مداً إسلامياً واضحاً أهم ملامحه إقامة حكم يعتمد على الدين الإسلامي الحنيف، وما فيه من نظرة شاملة تنصف كل الذين يعيشون في كنف دولته من المسلمين وغيرهم، وملاحظة هؤلاء الشبان لم تغب على العارفين من الذين عاصروا فترة ما قبل الإنقاذ، فقد نصحوا كل من يرغب في الوصول الى الحكم حكم شعب مسلم كامل الرشد «الديني»، قالوا لهؤلاء وأولئك عليكم بدين الله وشرعه وتنظيف العقل والقلب، والكف الخ.. لكن معظم قادة الأحزاب ذات الموروث الإسلامي لم تنتبه الى ذلك، وكنا نحن المعلمين شهوداً على ما يجري في حجرات الدراسة من تحول فكري، يتجه نحو رحابة الإسلام، وضمانة للدنيا والآخرة! وكان أستاذنا الراحل- رفيع الفكر سليم العقيدة- الشاعر عبد الله الشيخ البشير يصيح قائلاً لنا: إن لم توحدنا رسالتنا فقل لي.. كيف كيف نوحد الأقواما؟! مدوا السواعد واقطفوا من عصرنا.. ثمر العلوم وادعموا الإسلاما. والآن ها هي كل تلك الجهود الإسلامية المحلية والعالمية تؤتي أكلها وتمتد ساحات هذا البعث، لتكسب- المواقع المريحة في خارطة السياسة السودانية وجاء شبه اجماع الشعب، على اختيار سيادة الرئيس المشير عمر البشير ليكون قائد المسيرة من جديد، كل ذلك لعوامل من أهمها مع قدراته العالية، سلامة المنهج الإسلامي الوطني القومي الذي يسير به.. وحسبه أن جمع وجدان الأمة المسلمة المتصوفة، فجاءت كل القيادات الصوفية التي تمثل أكبر قطاع، جاءت مؤيدة له.. سبحان الله واهب النصر، القائل «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».