أقف على ضفة الحلم ، ابحث عن وطن يبحث عن نفسه بدون فائدة ، للأسف نحن نعاني من فقدان متلازمة الحس الوطني ، هذا المرض والعياذ بالله يضرب أطنابه ( حلوه أطنابه ) هذه ، في نخاشيش الوطن ويرفض التنازل أو تركنا في ( حالنا ) ، فقد ابتلينا بعد أول ديمقراطية بعد الاستقلال بآفة الانقلاب العسكري ، ومنذ ذلك الحين أصبحنا عرضة ( للانقلابات ) الواحد تلو الآخر لدرجة أننا وبعض الدول الإفريقية التعيسة التي على شاكلتنا حاصلون على وسام اكثر الدول ( المقلوبة) من منظمة الانقلابات الدولية ، وهذه الميزة اقصد ميزة الدول المقلوبة تؤكد أننا شعب جامح نحب التغيير ولكن تغيير من تغيير يفرق ، الآن دقت ساعة التغيير بالانتخابات ، لكن أتمنى ان تكون هذه الانتخابات رغم انها ( مبتورة ) لمقاطعتها من بعض الأحزاب طريقا لنخرج به من دائرة الدول المقلوبة إلى بر السلامة ، اسأل سؤال مقلوب هل سوف نخرج من دائرة المقلوبين أم سنظل ندور في حلقة فارغة ؟، نريد ان تنقلب أحوالنا إلى الأحسن ، كل الدول التي حكمها العسكر بعد الاستقلال لا زالت تعاني من جرثومة عدم الاستقرار ، لكن في المقابل الدول التي دخلت توش في الديمقراطية الحقيقية استطاعت ان تواصل حراكها التنموي بصورة مذهلة ، عندكم مثلا الهند وباكستان بعد انفصالهما ونيلهما الاستقلال دخلت باكستان في هوجة الانقلابات العسكرية ، انقلاب وراء الآخر مع فترات ديمقراطية متقطعة كما حدث لدينا في السودان ، ومنذ ذلك الحين وحتى هذه اللحظة لا زالت باكستان تعيش تحت صفيح ساخن وزاد الطين بله معاناتها من الإرهابيين والذي منه ، إما الهند فقد واصلت حراكها الديمقراطي والتنموي واستطاعت ان تحصل على لقب الدولة الأولى في مجال تقنيات الحاسوب ، نسال الله ان تكون هذه الانتخابات وسيلة لخروجنا من نفق الحزب الأوحد إلى فضاءات الديمقراطية لكن لا احد يريد ديمقراطية على شاكلة الديمقراطيات السابقة في السودان ، كانت تلك ديمقراطيات مبتورة وأحسن ( قلتها ) ، نريد يا جماعة الخير تغيير مغاير في الوطن ، صدقوني لن نحصل على وسام التغيير طالما أننا نفتقد بشدة إلى الحس الوطني ، إذن تعالوا نبحث عن وسيلة لفطم المواليد في السودان بحليب الحس الوطني ، هذه السلعة لا تنتج في مزارع الأبقار ولا النعاج في هولندا ولا نيوزيلندا وانما تنتج في ارض السودان ، الخوف ان ندخل في نفق مظلم ومتاهة بعد الانتخابات ، لأننا نعاني بشدة من مرض فقدان الحس الوطني ، صدقوني ان كل مرشح مهما كان وزنه ولونه يريد الكرسي فقط ، وبعدها يسد إذنا من طين والأخرى من طين أيضا ويقول لمن انتخبوه ( انا ومن بعدي الطوفان ) ويا خوفي على نفسي وعليكم من الطوفان القادم اربطوا الأحزمة .