ماهو الفافنوس ماهو الغليد البوص ود المك عريس خيلا بجن عركوس أحيّ علي سيفه البحد الروس هذه الأبيات من شعر بنونة بت المك في أخيها الذي تريده أن يكون من خيرة الناس هذا ماتتمناه كلٌ فتاة لأخيها ذكرت هذه الأبيات بمناسبة ما نحب أن يكون عليه كل السودانيين.. ولكن أقول هذا عشم إبليس في الجنة، لأن في الاسبوع الماضي حدثت واقعة كنت شاهدة عليها، وأنا ذاهبة الى موقع العمل، وفي الطريق رأيت رجلاً (طريح الأرض) وكل المارة ينظرون اليه ولا أحد يعبأ به، وعندما اقتربت منه وجدته مغمى عليه تماماً، وعندما استعنت بأحد المارة، أو كل الذين مروا من أمامه أن يساعدني بأن نحمله الى أقرب مستشفى، الكل توجس خوفاً، وعندما اسأل لماذا كل هذا الخوف، فكانت الإجابه واحدة (إننا في غنى عن السين والجيم، وإننا إذا انقذناه فهذه هي المسؤولية بعينها، وإذا حدث أمر الله ومات، فإنك تكون أنت من تسببت في قتله، هذا قول الذين كنت أطلب منهم المساعدة لإنقاذ الرجل المريض، فالكل يقول لسنا قدر هذه المسؤولية التي ربما تؤدي الى السجن)، حتي عندما ذهبنا الى إحدى الجهات العلاجية الخاصة، فهم أيضاً رفضوا تحمل المسؤولية رغم أنهم تبرعوا باسعافه مجاناً، ولكن قالوا أنهم لن يتحملوا مسؤوليته بعد ذلك، هذا القول متفق عليه من كل الذين طلبنا منهم المساعدة لاسعافه أنا وزميلتي هيفاء، وأتساءل بدوري أين يكمن الخلل، في الجهات المسؤوله أم في المواطن؟، ولماذا كل هذا الخوف من إنقاذ مريض! هل اختفت المروءة والشهامة وحل محلها الخوف.. وممن الخوف؟ وإننا شعب عرف بالمروءة واسعاف المريض، والوقوف مع المحتاجين، فلماذا تلاشت الصفات النبيلة من مجتمعنا، وصارت الأعذار واهية والخوف هو سيد الموقف. ونحن نطالب الجهات المسؤولة أن تنشر رجال الأمن والشرطة في كل الجهات وكل الطرقات، لكي يقوموا بهذا الواجب، لأن كل الناس صارت تبرر عدم تقديم المساعدة لمثل هذه الحالات بالخوف من سين وجيم وتحمل المسؤولية. تنويه تلقيت اتصالاً من الأخ مصطفي مامون، وهو -كما قال- مراقب في الانتخابات، طالباً مني أن أوضح للقراء، حتى لا يلتبس عليهم الأمر أن ما قصدته في عمودي أول أمس هو أن الشخص حين يكون مسجلاً فإنه ليس ضرورياً أن يبرز بطاقة التسجيل عند الادلاء بصوته، طالما أن اسمه موجود في كشوفات الناخبين، يعني الفهم الصحيح انه إذا ضاعت بطاقة التسجيل المفترضة التي تُبرز عند الاقتراع ما مشكلة، لأن اسمك موجود في السجل الانتخابي وهو ما أفهمه أنا شخصياً، وليس بالضرورة أن يكون صادراً عن المفوضية.