لا أطلقه قولاً على عواهنه.. حملت أشواقي لممارسة حقي الدستوري وذهبت بعد انتهاء دوام العمل للمركز الذي سجلت فيه اسمي لأصوِّت واعطي الشرعية لمن انتخبهم.. دلفت وبحثت وسط الأوراق المعلقة في الحائط بالمدرسة التي اُتخذت مركزاً.. لم أجد اسمي.. طارت الأفكار برأسي وبدأ بعض من سوء الظن يتخذ موضعه في جنبات الشك الذي يبثه البعض هنا وهناك.. ولكن علي أن أتأكد أن اسمي وارد في أحد المراكز الأخرى بالدائرة.. وفعلاً ذهبت للمركز الثاني مدرسة نمرة «3» الجريف غرب.. بحثت بحرص فوجدت اسمي.. تأكدت من «الاستيكر» الذي أعطوني إياه منذ التسجيل واتكلت على الواحد الأحد ودخلت للفصل أقصد «غرفة الاقتراع» ومددت بطاقتي والوريقة ومن ثم غمست أصبعي في الحبروخضبت بناني بحب هذا التراب الغالي ومارست حقي الذي أحس بأنني راضية عنه للحد المعقول بالمعطيات الحالية والتي وددت لو أنها أفضل من ذلك.. واختزنت في ذاكرتي أنني التقيت أعداداً نسوية تفوق الرجال ورغم أنني لا أملك إحصائيات دقيقة بعدد الرجال والنساء إلا أن الحالة العامة تنبئ عن أنني أمام حشود نسائية ربما كانت مصادفتي لهن حظاً جميلاً واستشعاراً أن المرأة فاعلة وموجودة بشدة في الصراع الانتخابي.. ولكنني وددت لو أنهن كن على الأوراق التي «شخطنا» عليها أكثر حضوراً ورونقاً رغم وجودهن المحدود.. ويحمد لهن أنهن الآن في مواطن تحديد شكل المستقبل القادم أكثر فعالية وتأثيراً.. فيا نساء السودان أنتن من يحكمن هذا الوطن في مقبل الأيام.. بالتجاوب والتفاعل مع الأحداث والإيقاعات الحساسة في معزوفة هذا الوطن الغالي.. «وبطناً جابتك والله ما بتندم». الهمز واللمز.. البعض على مداخل المراكز الاقتراعية ما زال يمارس عادات بالية أكل عليها الدهر وشرب من شاكلة الغمز واللمز وهذا السلوك ينبئ عن عدم مواكبة للتطور السلوكي الذي يتبناه البعض خاصة أولئك الذين تشربوا بنفس العصر وخلاصة العملية والانضباط.. وكما يقولون «كلما ارتقى العالم قلت حاجته للكلام والضجيج».. والكلام «الهامس الغامز» أكثر تأثيراً.. غامزتني إحدهن وأنا في طريقي للمركز قائلة «اها.. يا جماعة حرية التعبير» فرمقتها بنظرة لا توحي إلا باللامبالاة.. وذهبت في طريقي الذي قصصته عليكم.. أكثر ما أثار دهشتي هو أن الكثير ممن يلاقيك يريد أن يتعرف على أين أرسيت أوتار صوتك؟ وقد لا ترى مبرراً لإعادة نفس السؤال في الاتجاه المعاكس وإن أجبت على السؤال الاستكشافي بصدق أو بدبلوماسية تفادياً للجدل البيزنطي الذي يدمنه البعض بصورة دائمة ولا يجدون مخرجاً لإسقاطاتهم إلا عبر الكلام الهامس الغامز.. ومهما قالوا وقلنا يبقى علينا أن نوسع مواعين الاحتمال أكثر وأكثر فهل من مجيب ومجيبة.. سادتي اهمزوا والمزوا ولكن في حدود عدم إثارة الغضب أو نقل العدوى للآخرين والخروج بهذه التصرفات حدود التأثير السالب على كل الناخبين. اخر الكلام..مر اليوم الأول.. مر الثاني.. وقربت النتائج.. أخطأت المفوضية فنياً كما اعترفت.. فهل العلاج ناجع ليرضى الجميع بنتائج الانتخابات رضاءً مقنعاً لا همز ولا غمز فيه «وي.. هوب.. سو»