الطريق إلى الشهرة هاجس وحلم يراود الكثيرين، فالبعض يراه في تحقيق إنجاز رياضي أو فني أو ثقافي، والبعض يفضل أن يكون من المشاهير من خلال الإثارة فيحرص على أن يرتكب فضيحة معينة ليشتهر بها أو يعرض قضية مثيرة من خلال مقال أو قصيدة أو رواية، وهناك كثير وكثير من الأساليب والوسائل المختلفة والمتنوعة التي لجأ الناس إليها ليصبحوا مشاهير. وعلى الرغم من أن السياسة والدين والجنس من المواضيع الحساسة التي يجب على الإنسان ألا يخوض فيها ما لم يكن متمكناً وذا علم واسع بشؤونها، إلا أن كثيراً ممن يحرصون على الوصول إلى الشهرة جعلوا إحدى هذه القضايا هاجسهم . لذلك أصبحت أحاديث بعض السودانيين الساعين للشهره في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام معظمها عن سياسة السيدين الامام الصادق المهدي ومولانا محمد عثمان الميرغني، وتحميلهم المسؤولية الكاملة عن تدهور الاوضاع في السودان. والحق يقال، هذا مجافي للواقع لان السبب الرئيسي في ما آل الية الحال في معظم ارجاء السودان جاء بسبب عداء « العلمانيين والإسلاميين» للاحزاب التقليدية، وتزويرهم للحقائق التاريخية وبخاصة فترة «المهدية» التي وحدت الامة السودانية وحررتها من الاستعمار التركي البريطاني. فأصبح ما نطالعة عن السيدين لا جدوي له ولا يمكن فهمه إلا في إطار فهم ذهنية ونفسية النخبة السودانية ،لأن ممارستها للسياسة لا تخضع لمعايير ومحددات ومنهجيات وإنما تخضع لكثير من المزاج المتقلب ، وردود الأفعال والعواطف والمجاملات، بل تداخل وتقاطع السياسة مع صلات القرابة والدم والقبيلة. يقول القائل.. لو عشت في بلاط عصرنا في هذه الايام حيث الأرانب العرجاء تركب الافيال وترتمي العنقاء في قفص وتكتب الاسماك والحيات اجمل الاشعار والقصص لو عشت في بلاط عصرنا لجاء اصلع الجناح، من بطانة الامير، مبارزاً واشهرت في وجهك السلاحف الرماح فالشعر في المخلاة والنجوم في مزاود البقر فما الذي تقول، زهرة البركان للحجر! واخيراً، أدعو كل من يسعى خلف الشهرة أن يبتعد عن الغمز والهمز واللمز، وأن يجعل نتائج عمله هي التي تتحدث عنه وألا يحرص على الظهور بشخصه، بل يبحث دائماً عن الظل، ففي الظل هدوء وتركيز ورؤية تساعد على الإنجاز وتجعل العمل أكثر إتقانا وإبداعا وأبعد من الرياء [email protected] حسن الطيب