تعرفه أجيال متعاقبة.. وتتلمذ على يديه الكثيرون . ما كانت الدنيا ، بنعيمها وضجيجها، غاية له..يُفكِّر فقط في «عيشة وفول» في الفطور .. وكباية لبن ، في العشاء. و«عنقريب» يضع عليه رأسه. ولا يبالي : حيث يفترش الأرض، ويلتحف السماء. *** يُلاقيك بابتسامة .. ودائماً ما يُشجِّع الناس.. *** ولأنه رجل حسَّاس ..!. لا يُعطيك الإنطباع مُطلقاً ، أنه يحتاج لحق شاي الصباح. *** نُكران ذات فريد .. وكرم مَنْ به خصاصة. وهل هناك أكرم من الكلمة الطيبة. وهل هناك أعظم من أن تُكرِّم الإنسان ، بما تملك..!. *** الرجل ملك المنوعات، بلا منازع، عبقري التحقيقات الخفيفة .. بلا منافس. والكل يعرف أنَّ الصحفي الكبير .. يجذب القراء بفكرة من الواقع ، وإلى الواقع. كان الأستاذ الكبير ، يخلق فكرة .. ثم يُنفذها .. فتكون مادة صحفية جذَّابة وبرَّاقة ومهضومة.. عادل سيد احمد من المحرر: كتب أخونا عادل سيد أحمد ب«قلبه الكبير» هذه الكلمات «الكبيرة» في حق أستاذنا الراحل محيي الدين خليل قبل وفاته بيوم، وتضرع في آخرها بالدعاء له بالشفاء ولكن إرادة الله غالبة والموت حق؟! وأمس شق نبأ رحيله المفجع وكنت لحظتها أقرأ (أنفاس) عادل في الزميلة الوطن، ولم أجد ما أقوله أبلغ من أن أنقل كلمات «عادل» في هذه المساحة، وهي تعبر «عنا» جميعاً وتبكي فقيد الصحافة السودانية الكبير.. زاملنا الأستاذ محيي الدين فترة من الزمن في أخبار اليوم، وتعرفت من قرب على إنسانيته العميقة وحبه الخرافي للصحافة ودنيا الإبداع. وفي الفترة الأخيرة كنت ألتقيه كل يوم وهو غارق في تأملاته في كرسيه المعروف، وفي مكانه المعتاد والذي يعرفه الجميع جوار مباني(آخر لحظة)، فأحييه ويردها بأحسن منها قائلاً في الظلام: أهلاً يا عبده!! ثم يعود ليتأمل الخرطوم عشقه الكبير.. فالآن رحل ملك المنوعات بعد أن أفنى عمره في بلاط الصحافة والخرطوم، فهل يجد رد الجميل في إطلاق اسمه على أحد شوارع الخرطوم شرق والسعي لتوثيق سيرته وعطائه الصحفي، والذي هو في حقيقة الأمر «سِفر» كبير لتاريخ الخرطوم الاجتماعي على مر الأيام التي عاشها محيي الدين خليل على ترابها.. ورصد بقلمه وعدسته البشرية التي حباها الله به اروع منوعات الخرطوم.. رحمه الله وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. «إنا لله وإنا إليه راجعون»..