النقاش الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية في لبنان المتزامن مع الكشف الاسرائيلي عن خطة لتوجيه ضربة عسكرية الى لبنان جرى إلغاؤها اخيرا، فالتحذيرات الاميركية والتهديدات الاسرائيلية تنشط مع كل جولة جديدة للحوار الداخلي اللبناني، وتعود اسبابها ودوافعها الى محاولات ضغط مستمرة على الدولة بشكل عام للحد من دعمها للمقاومة من جهة ولفرض معادلة امنية تنسجم مع التوجهات الاميركية التي تربط اي مساعدة للبنان بشروط قاسية، مصادر نيابية لبنانية معارضة هكذا وضعت صورة الاعلان الاسرائيلي الاخير عن ضربة كان يجري الاعداد لها ضد اهداف لحزب الله في لبنان بذريعة حصوله على صواريخ(سكود) من سورية، واعتبرت ان التحذير الاخير لوزير الدفاع الاسرائيلي الجنرال المخنث القاتل«ايهود باراك» للدولة اللبنانية المقترن بتأكيد عدم وجود اية نية اسرائيلية لمهاجمة لبنان عسكريا ،ينطوي على اقرار بتوازن الرعب الذي ما زال قائما على الحدود الجنوبية وعلى استمرار المعادلة الامنية التي استقرت منذ العام 2006 بعد القرار الدولي 1701. المصادر اللبنانية أضافت ان تضخيم وسائل الاعلام الاسرائيلية للتصاريح السياسية الاسرائيلية، وايضا الاميركية حول الصواريخ المزعومة التي حصل عليها حزب الله، او يستعد للحصول عليها، يعود الى مخاوف جدية لدى دوائر القرار في واشنطن وبتحريض واضح من المسؤولين الاسرائيليين من احتمالات خرق التوازن العسكري القائم حاليا على الحدود الشمالية لاسرائيل عبر ادخال اسلحة جديدة غير تقليدية الى المعادلة، قد تلعب دورا في موازين القوى لدى مبادرة العدو الاسرائيلي الى اي مغامرة عسكرية يجري الاعداد لها بشكل دائم منذ هزيمة الجيش الاسرائيلي في حربه على لبنان في تموز يوليو من العام 2006،وربطت المصادر النيابية بين التصعيد الاسرائيلي على الجبهة الفلسطينية وبين الضجة السياسية والاعلامية المثارة حول احتمال اشتعال الحدود مع لبنان، ولاحظت ان تنامي الضغط على الداخل يدفع على الدوام القادة الاسرائيليين الى تحويل الانظار الاقليمية والدولية عن اجراءاتها التعسفية في الاراضي الفلسطينية من خلال تضخيم الخطر على حدودها الشمالية،واضافت ان هدف الحملة الاسرائيلية الاخيرة وبعض المواقف الاميركية الاخيرة، يرمي الى اثارة الغبار حول آلية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطنودمشق بعد اقتراب موعد وصول السفير الاميركي الجديد روبرت فورد الى سورية بعد موافقة الكونغرس على قرار التعيين،وبالتالي فإن الضجيج الاعلامي على سورية، من خلال حزب الله، وسيناريو مساعدته على الحصول على اسلحة غير تقليدية، يتحقق اكثر من غرض لدى الحكومة الاسرائيلية، ويخدم مصالح رئيسها الارهابي اليمني المتطرف بنيامين نتنياهو الذي يسعى الى استيعاب وتطويق تداعيات خلافه الاخير مع الرئيس الاميركي باراك اوباما من جهة، والى التأثير على الانفتاح الغربي ، ولاسيماً الاميركي على دمشق التي لم تتخل عن ثوابتها كما عن شروطها في عملية التسوية مع اسرائيل من جهة اخرى،واعتبرت في هذا السياق ان التهويل الاعلامي الاسرائيلي الذي ترافق مع تهويل مماثل في بعض وسائل الاعلام الاميركية، لا ينطبق على الواقع الميداني للارض في المنطقة الحدودية ،كما يندرج في سياق الادعاءات بحصول حزب الله على صواريخ تهدد مواقع استراتيجية في العمق الاسرائيلي، وتنذر بتصعيد الصراع في المنطقة، ويأتي في لحظة اقليمية يتزايد فيها الحديث عن اجراءات دولية بحق ايران وذلك لرفع منسوب التحريض ضد المقاومة في لبنان اولا والدول الداعمة لها من جهة أخرى. üمراسل آخر لحظة