استميح القارئ الكريم عذراً إذ أنشر اليوم وعلى هذه الزاوية صورة لأسرة ألمانية سودانية تعيش مأساة تتطلب تدخل المختصين والمهتمين وكل قطاعات المجتمع، وقد حاول رب هذه الأسرة السيد أشرف وهذا اسمه الجديد بعد أن اعتنق الإسلام وكان يحمل قبل ذلك اسم (كريستيان شفيلباين) حسب رسالة تلقيتها في بريدي الإلكتروني، حاول الاتصال بعدة جهات لحل مشكلة أسرته من بينها وزارات العدل والخارجية والصحة في السودان وبمكتب الصليب الأحمر الألماني في الخرطوم وبالمحكمة الإدارية في برلين وبنظيرتها في لايزبيغ، وبعث بمناشدة للرئيس الألماني وبالمستشارة أنجيلا ميركل لحل مشكلته الأسرية بأمل إخراجها من دوامة المأساة التي تعيشها. نعود للقصة من بدايتها.. فقد تزوج السيد أشرف من مواطنة سودانية بمدينة الكلاكلة قبل خمس سنوات هي السيدة فوزية محمد أحمد عمر الحاج وكان صديقاً لشقيقها الذي تعرف عليه في المانيا، وجرت الترتيبات على أن تغادر الزوجة وزوجها بعد ثلاثة أشهر من الزواج وشاءت إرادة الله ألا يتم ذلك، فقد عانت الزوجة من اضطرابات صحية خلال حملها الأول لأنها مصابة بالغدة الدرقية، ووضعت مولودها الأول بعملية قيصرية في شهرها السابع تحت ظروف صحية بالغة الدقة والخطورة، وأنفق الزوج كل مدخراته لتلك الظروف وعاش على أمل أن يبدأ مشواره من جديد ليغادر مع أفراد أسرته إلى وطنه الأم. طال الانتظار مع الأمل.. وبلا عمل لمدة خمس سنوات، وبدأ مشواره لطلب المساعدة من سفارة بلده وكان طوال هذه الفترة قد رزق بطفلين آخرين ليصبح هناك أسرة مكونة من الأب والأم والأطفال «محمود» و «ممدوح» و«نون».. وسعى رب الأسرة لأن يحصل على مستحقات أطفاله عبر سفارة بلاده حتى يتمكن من إكمال إجراءات السفر واستخراج الأوراق الثبوتية وشراء تذاكر الطيران أو الاتصال بجهات الاختصاص في المانيا إن تعذر أمر المساعدة من السفارة بالسودان إلا أن سفارة بلاده لم تقدم له شيئاً بحجة أن القانون الألماني- حسبما جاء في الرسالة- لا يسمح للأطفال الذين ولدوا خارج المانيا بأن يتلقوا أي إعانات شهرية، وذات القانون ينص على أنه يحق للألمان بالخارج تلقي المساعدات المالية عبر ومن السفارات بالخارج، ويحق حتى للمنحدرين من أصول ألمانية التمتع بتلك الامتيازات. الطفل الأول مصاب بمرض في القلب لذلك أخذ الأب يراسل قسم شؤون الأجانب في بلاده ووزارة الطفل وإلى منظمات الأطفال وحقوق الإنسان وكل الجهات التي أشرنا إليها آنفاً إلا أن هذا كله لم يجدِ فتيلاً. بعض الصحف السودانية نشرت المأساة دون أن يجد النشر صدى إيجابياً.. وهذه الأسرة الآن تعولها شقيقة الزوجة وهي موظفة بهيئة الطيران المدني لكنها أيضاً مريضة وتعاني من مشاكل في القلب وحسب الرجل وأسرته فإن سفارة بلاده لم تساعده لأنه مسلم. الآن ننشر هذه المأساة كاملة وندعو لأن تتدخل الجهات المختصة للمساهمة في حل هذه المشكلة.. وليت الطيران المدني أو إحدى شركات الطيران أسهمت بتذاكر سفر الأسرة إلى ألمانيا لأنه يعرف كيف يأخذ حقوقه وحقوق أطفاله هناك. ننشر هذه المأساة وكلنا أمل في الله أن يجد هذا الرجل الذي جاء إلى بلادنا ونال شرف أن يكون مسلماً بيننا، هو وأسرته ما يحقق له حلمه في أن يعود بأطفاله إلى وطنه بعد خمس سنوات عانى خلالها الكثير.