في اعتقادي أن الرد الشافي لكل من يتشكك في دور المفوضية في العملية الانتخابية ويصفها بالتواطؤ وشاركت في عملية التزوير لصالح حزب المؤتمر الوطني.. عبارة واحدة «الكل كان هناك.. نعم كان الجميع حاضرين.. وكلاء الأحزاب والمراقبون الدوليون والمحليون والإقليميون والعاملين بالمفوضية.. كانت أعين ساهرة على صناديق الاقتراع فيا ترى من أين جاء التزوير وعدم النزاهة. أم أن كل ما قاله البعض هو رد فعل للفشل الذي حققوا في إحراز الحد الأدنى من الأصوات في صناديق الاقتراع. والآن مُعظم نتائج الفرز للدوائر الشمالية أعلنت والملاحظ أن حزب المؤتمر الوطني قد حاز على غالبية الدوائر ومواقع الولاة مما يدل على أن حزب المؤتمر الوطني استعد للمعركة الانتخابية مبكراً بينما انشغلت الأحزاب السياسية الأخرى بالجدل البيزنطي والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة في القدح في نتائج الانتخابات في وقت قبل أن تبدأ العملية الانتخابية ومن واقع الأحداث والمشهد الانتخابي فإن الاحصائيات تٌشير إلى أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع يفوق الاثني عشر مليوناً من أصل ستة عشر مليوناً ونصف المليون تم تسجيلهم. وهذا يعد انتصاراً كبيراً لمفوضية الانتخابات للجهد الذي بذلته في تسجيل هذا العدد وتسهيل مهمة الذين قدموا إلى المراكز الانتخابية. وبناءً على المشهد السياسي الحالي فإن العقل يقول إن العملية الانتخابية سارت بنجاح بشهادة الكل الذي كان من مواقع صناديق الاقتراع ومن يقول غير ذلك بأن الانتخابات شابها التزوير والتلاعب إنما يؤذن في وادي العطرون.. كما أذّن من قبل أهالي مالطا فأذنوا ولا حياة لمن تنادي. وإن النتائج التي أعلنتها المفوضية العامة للانتخابات وعلى الملأ وعلى رؤوس الأشهاد إنما تدل على أن المعارضة تباكت على عدم نزاهة الانتخابات وأدلت بتصريحاتها الكاذبة التي دحضتها شمس النهار الاستوائية.. وهنالك بيت شعر بليغ يا ليت المعارضة تستطيع هضمه أو فهمه جيداً. وليس يصح للإفهام شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل *وانكشف الغطاء الساتر لوجه أحزاب المعارضة وهي الآن عارية من أي مستور وبات واضحاً للعيان ما ظهر منها وما بطن فالمعارضة كما يقول أحد الحكماء زرعت الألغام في طريق حزب المؤتمر الوطني وللأسف داست هي بأقدامها عليه. وحسناً فعلت المفوضية عندما صرّحت بأن أي تأجيل للانتخابات عن موعدها المحدد سوف يُعرقل سير العملية الانتخابية في الوقت الذي طالبت فيه أحزاب المعارضة بتأجيلها.. وتمت الانتخابات في موعدها الذي حدد لها 11 إبريل الجاري.. ولا شك أن عملية الانتخابات تحت الإشراف الكلي والمباشر للمفوضية خرجت بصورة طبيعية وبشكل أذهل العالم الخارجي وغيّرت صورة السودان التي شوهها أعداء السودان بالداخل والخارج. عموماً.. نقول إن اليوم ستكتمل نتائج الفرز في كل السودان شماله وجنوبه وينتقل السودان إلى مرحلة جديدة.. سودان جديد كما أراده الناخبون الذين تقاطروا على صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم ويمارسوا حقهم الديمقراطي والدستور وليختاروا من يمثلهم لفترة قادمة بدون ضغوط أو مؤثرات فهنئياً للشعب السوداني ذي السلوك الحضاري وهنيئاً أيضاً لمفوضية الانتخابات التي أثبتت للعالم أجمع أن السودان بلد حضاري يعيش فيه إنسان المستقبل الواعد بالخير والنماء.