للوقت أو الزمن أهمية خاصة وإحترامه وتنظيمه يدل على شخصية الكثيرين ممن نتعامل معهم، والإنسان الذي ينظم وقته يصبح مضرب مثل في كل أعماله وتحركاته وأفكاره. وحتى على مستوى الدول الراقية فانها ما تقدمت ولاتطورت بفعل إحترام الوقت والانضباط. مؤخراً.. أطلقت لفظة (مواعيد سودانية) بل وأصبحت شهرة طاغية لكل سوداني وانتشرت بصورة سالبة كمؤشر على تقاعس السودانيين عن إحترام الوقت والذي لا قيمة له في المجتمع. وبكل أسف صرنا نتعامل مع الأمر ب (ميتة قلب) وكأنه أمر اعتيادي حد تعبير إحدى الذين التقيناهم عن الموضوع وحول مواعيد سودانية و(العرقوب) قصة مثيرة نطالعها معاً. قصة (عرقوب) السوداني الوقت هو عجلة الحياة ومواعيد سودانية مثل مواعيد عرقوب يحكى ان اعرابياً أسمه عرقوب كان يواعد أخيه أن يأتي في يومه ويأتيه بعد ثلاثة أيام هكذا ابتدرنا (قسم السيد) ويواصل حديثه بإنفعال وهي مواعيد (مضروبة) ونعاني في المجتمع من (عرقوب) الذي نراه في الديون ومطالباتها فنجد شخصاً وأنت تطلب منه مبلغاً من المال وعندما يحدد لك موعداً وتحضر في المواعيد المعينة تجده يبادرك أنا لم أقصد هذا اليوم بل اليوم الذي يليه في الأسبوع القادم أو كما يحدث في قصص الانتظار الطويلة كشخص ما يحد من حركتك بحجة أنه قريب منك جداً - وكله كذب بالموبايل - ويجعلك تنتظر ويحضر بعد ما يزيد على الساعتين وأكثر. ويخالف قسم السيد عرقوب كثيراً في مواعيده المضروبة فهو يسعى ويحرص على مواعيده بالثانية والدقيقة ولكنه يقول أخشى من الظروف والظروف عندنا في السودان هي أن الوقت ليس ملكاً لك ويضيف في هذه الحالة أقوم بالاعتذار. خلف المواعيد والشماعة الظروف كشف هيثم عدم اكتراثه بالمواعيد التي يضربها ويعترف بأنه كثيراً ما أخلف بالمواعيد لظروف! هدر الوقت وميتة القلب بثورة عارمة تحدثت إليّ الدكتورة منال وأقرت باضاعة الوقت الثمين لأننا نحن العرب ودول العالم الثالث وخاصة في بلدنا لا نحترم الوقت ولا ننظمه سواء لأعمالنا أو دراستنا وتحركاتنا بل نسعى إلى هدر الزمن وقتله في أشياء لا تغني ولا تسمن من جوع. وبحرقة علقت والأدهى والأمرّ نحن نتعامل مع الموضوع (بميتة قلب غير عادية). الوقت والقبر وقسم رباني.. كثيراً ما حدثتني حبوبتي عن حال الانسان عندما يوضع في القبر عن وقته فيهم أمضاه وأفناه ولقد أقسم الله بالوقت في سورة «العصر» فلماذا لا نحترم ولا نهتم بالزمن حتى ننظم أعمالنا.. كلمات موجزة سردتها الأستاذة الحاجة آمنة والمعلمة لمدة 18 عاماً في مجال التعليم لمادة التربية الإسلامية وختمت حديثها بأن الحريص على وقته قادر على تنظيم أمور حياته الدينية والدنيوية ولا يكذب بشأن مواعيده.. تساؤل حول أصول عرقوب أجمع صديقان يعقوب وأبكر من جبال النوبة على ان عرقوب هذا لا بد وان يكون سودانياً مائة بالمائة لأن هناك تشابهاً كبيراً بينه وبيننا وقدما سؤالاً مشروعاً- من الذي سيتولى هذه المهمة الصعبة - مهمة التغيير- والمواعيد السودانية رائحتها قد فاحت وعمت القرى والحضر والدول المجاورة.