في هذا الصيف شديد الحرارة، تتواصل قطوعات المياه والكهرباء بطريقة مزعجة.. إن قطوعات المياه أصبحت عادة في كل صيف رغم حاجة الإنسان للمياه، وخاصة في صيفنا المتوهج الحرارة.. ولكن نحن هنا في السودان نختلف عن بقية العالم، يدخل الصيف من الباب وتخرج المياه من الشباك، ليحتار المواطن كيف يبدأ يومه، لأنه لا توجد قطرة ماء في البيت، وكالعادة دائماً المواسير في حالة (شخير) طويل إلا ما رحم ربي.. رغم أننا دولة تحاط بالمياه من جميع الجهات، ووجود مصادر جوفية للمياه، ولكننا نكاد نموت عطشاً، ولأن من المياه خُلق كل شئ حي، فالإنسان لا يستطيع أن يستغنى عن الماء حتى ولو لحظات.. فلماذا كل هذا العذاب يا هيئة المياه، وتقفون مكتوفي الأيدي، تنظرون إلى حال الغلابة من المواطنين، وهم يعانون يومياً من مسلسل القطوعات المتواصل، ومن شظف الحياة في الاحتياجات اليومية، فلماذا تكون المياه عبئاً اضافياً عليهم، والخرطوم على مرمى حجر من النيل بمياهه العذبة، والتي لا تكلف في توصيلها شيئاً يذكر، ولا تكلف الهيئة فوق طاقتها إذا أوصلت المياه إلى كل أحياء الخرطوم... ونحن هنا في مقر صحيفة آخر لحظة نعاني يومياً من قطوعات المياه، مع العلم أن الجريدة تقع في قلب العاصمة، فما بال الأحياء البعيدة والطرفية، التي يعاني قاطنوها من شراء المياه بأسعار عالية وفوق طاقتهم، وكل ساكنيها من محدودي الدخل، فكيف يوفقون بين متطلبات الحياة وشراء المياه التي يتراوح سعر البرميل منها بين 8-15 جنيهاً!! فالسودان اليوم محط أنظار كل الدول، باعتبار أنه الدولة الوحيدة التي خصها الله بمصادر متعددة للمياه، ولكن في ظل أزمة المياه التي ستواجه العالم في مقبل الأعوام..و في ظل ما نواجهه نحن اليوم من تعثر في وجود حتى مياه الشرب من الصعب تحقيق ذلك.. ياهيئة المياه أرحموا عباد الله.. ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل.