أصبحت الكثير من المهن الحرفية التي تكتسب عن طريق الممارسة لفترة من الزمن تتخذ عن طريق معاهد التدريب التقني والفني أو الجامعات والمعاهد الحرفية الأخرى. في وقت أضحت فيه هذه المهنة تؤخذ أو تُدرك متوارثة مِن من عملت وتعايشت معهم مثل الأب والجد والعم.... إلخ هذه المهن تمثلت في الساعاتية وأصحاب الموبايلات والراديوهات والمكاوي الكهربائية ولف الموتورات، وكذلك السباكين الذين يقومون بإصلاح منهولات الصرف الصحي في المنازل والمؤسسات، بجانب أصحاب الثلاجات والمكيفات والسيارات وغيرها من صوالين الحلاقة، وكذلك نجدهم في مجال البناء والتشييد.. كل هذه المهن لها بدايات ثم تدرجت إلى أن أصبح صاحبها معلماً كبيراً بعلم غيره، لكن بعد مرور زمن طويل. وهناك أعداد كبيرة من خريجي معاهد التدريب المهني إلاّ أنهم في حاجة إلى أخذ فترة عملية لتطبيق الدراسة النظرية. (آخر لحظة) التقت بعدد من أصحاب هذه المهن وسألتهم عن الكيفية التي اكتسبوا بها هذه الخبرة والمهنة.. في البدء التقينا بعبد الحليم على - يعمل في مجال السباكة ، حيث قال: أتخذت هذه المهنة من بعض الأجانب، موضحاً أنه لن يلتحق بأي معهد حرفي بل اكتسبها نظرياً وله قرابة ال 28 عاماً، والآن يقوم بصيانة جميع الأدوات الصحية ومستعد ليعلم غيره من الصبيان إذا أرادوا ذلك. فيما ذكر محمد أحمد محمود - يعمل في مجال التجارة - تعلم هذه المهنة من خاله الذي يرافقه منذ الصغر، إذ كان يشغل رئيس اتحاد النجارين بالمنطقة الصناعية، والآن يقوم بصناعة الموبايلات والفترينات إلى جانب عمله في مجال النقاشة. وأضاف صديق مرزوق - يعمل في مجال الكهرباء - أنه اكتسب المهنة عن طريق التدريب المهني وتخرج ويعمل منذ (10) أعوام، إذ يقوم بتوصيل الكهرباء لعدد من العمارات والشقق والمنازل وغيرها. فيما قال خلف الله - يعمل في مجال تركيب شبابيك وأبواب الألمونيوم - إنه تعلم هذه المهنة خارج السودان في إحدى الشركات الفرنسية، وبعد العودة لم يجد العمل بالطريقة التي كان عليها هناك. وذكر محمد الطيب - يعمل في مجال البناء والتشييد والسايفونات - أن اكتسابه لهذه المهنة كان من والده عليه رحمة الله، إذ كان يخرج معه وتعلم منه الكثير حتى أصبح الآن معلماً كبيراً، موضحاً أنه أصبح ينافس من تخرجوا من الجامعات والمعاهد في مجال البناء والتشييد. بينما أضاف عز الدين إبراهيم أنه يعمل في مجال صيانة جميع الأدوات الالكترونية، واكتسب ذلك نظرياً، موضحاً أنه تخرج من كلية التجارة وليس لدراسته علاقة بهذا العمل الذي يقوم به الأن. وأضاف المهندس حسام الامين - معلم في أحد المعاهد الحرفية - قائلاً: إن العمل في مجال هذه الحرف لابد من توفر الرغبة الأكيدة لطالبه، وأن العديد من الطلاب تتعدد لديهم الخبرات في عدد من المجالات، وهذا يرجع إلى ذكائهم الخارق في اكتساب الخبرة نظرياً. وأضاف أن المعاهد أصبحت كثيرة ومتعددة وبينها تنافس، وأن الكثير من الطلاب تخرجوا من هذه المعاهد والآن يعملون في مؤسسات كبرى وبمرتبات مجزية.