الأندية السودانية الثلاثة (الأمل-المريخ-الهلال) لعبت مباريات الذهاب في دور ال 16 أمام أندية شباب بلوزداد الجزائري، والترجي الرياضي التونسي، والإسماعيلي المصري. الأندية السودانية التي تنتمي لمنطقة شرق ووسط القارة (سيكافا) واجهت كرة الشمال الأفريقي ممثلة في دول وأندية المنافسة. كانت النتيجة النهائية فوز الأمل على شباب بلوزداد /1صفر في عطبرة مدينة الحديد والنار، وهو الفوز الوحيد للكرة السودانية، بينما خسر المريخ في تونس العاصمة صفر 3/ والهلال أمام الإسماعيلي صفر1/ في العاصمة الوطنية أم درمان. الخلاصة الفنية: إن الأندية السودانية مسجلة فوزاً واحداً وهزيمتين، وسجلت الأندية السودانية الثلاثة هدفاً واحداً يتيماً مقابل 4 أهداف في الشباك الحمراء والزرقاء!! رغم أنني كنت أتمنى نتائج إيجابية للأندية السودانية في لقاءات الذهاب وأعني بذلك المريخ والهلال، ولكن!! ونحن دائماً نصطدم بكلمة لكن، لكن كلمة تحتها عدة حقائق، أولها أن منطقة الشمال الأفريقي أفضل فنياً من منطقة سيكا وهوالفارق بين الأول والأخير. المنافسات المحلية في الدول الثلاث أفضل من المنافسات المحلية في السودان (الدوري الممتاز- كأس السودان). أسلوب اللعب والتكتيك العالي لأندية الشمال الأفريقي واللعب العشوائي، هو ديدن الكرة السودانية. المفاهيم في كل شيء أفضل في شمال القارة، وهنا مفاهيم عقيمة في الرياضة عامة. هناك تخطيط، وهنا هرجلة وهيصة في الفاضي. الكرة في شمال أفريقيا لها (هوية) واضحة وصاحبة شخصية اعتبارية، بينما السودان ما يزال يبحث عن هوية كرته الضائعة، ولهذه النقطة المهمة أسباب كثيرة نتطرق لها في فرصة قادمة. الترجي الرياضي التونسي الذي هزم المريخ بثلاثية في تونس، نادٍ عريق ويعرف معنى التخطيط وصياغة فريق كرة قدم بعد أن استغنى من عدد كبير من لاعبيه المستهترين والذين أضاعوا عليه بطولات محلية ودولية، وبنى فريقاً جديداً بمفاهيم جديدة وانضباط تام.. فريق لديه طموحات كبيرة وأكبرها العودة لمنصات التتويج القاري بعد أن حسم الدوري المحلي. بمعنى الكلمة عكس المحترفين النيجيريين في السودان، بالمقابل أنظر للمريخ الذي فشل فشلاً ذريعاً مع المدرب الأجنبي، وكذلك فشل في حراسة المرمى بعد المردود الضعيف لكل حراس مرماه اليوم، وهم أضعف حراس مرمى مروا في تاريخ المريخ الذي حرس مرماه مصطفى حمد، ومصطفى عبد الله هاشم، ووقيع الله، وهاشم محمد عثمان، ورفعت نجم الدين، وعبد العزيز عبد الله، وسيد المصري، والطيب سند، والهادي سليم، والمعجزة حامد بريمة.. كما أن قلب الدفاع في المريخ هو المحترف الرواندي (كاسيوركا)، والذي كان أكبر ممول وكوبري عبور للمهاجم مايكل اينرامو محترف الترجي.. المريخ الكبير فشل في إيجاد مدافع في قلب الدفاع في مستوى عبد القادر محمد مرجان (قدورة)، وسليمان عبد القادر وإبراهيم عطا وكمال عبد الغني وغيرهم.. مشكلة المريخ الأساسية في خطين، هما حراسة المرمى والدفاع، ولكن من الذي يصلح الحال؟ الهلال: نادي الهلال رغم عراقته في بطولات الكاف للأندية.. إلا أن مشكلته الأساسية تكمن في عدم قدرته في الاستفادة من سلبياته الكثيرة والمتكررة في المباريات الكبيرة والمهمة، وهي مشكلة نفسية وفنية معاً، إذن المشكلة في الإعداد والتجهيز النفسي والفني وعلى رأسها خوف اللاعبين من الجماهير المحتشدة ولا يستطيعون الخروج من (حمى المباريات) للحالة الإيجابية، وهي الاستعداد للكفاح. وهناك لاعبون مستواهم في هبوط مستمر ولكن الجهاز الفني لا يستطيع مواجهة كل من عمر بخيت ومدثر كاريكا ومهند الطاهر وإمبيلي، لذا يلعب الهلال في أحسن حالاته (بنصف القوة)، والأداء السلبي والبطيء معاً وفقاً لعقلية لاعبي الهلال في مواجهة الفرق التي تلعب بتكتيك فني عالٍ، وهذا ما حدث للهلال أمام الإسماعيلي الذي نجح جهازه الفني بقيادة المدرب المصري عماد سليمان في اختيار أفضل توليفة من الموجودين معه وحفظهم الجمل التكتيكية والحيل الدفاعية والهجومية المختلفة، منها تكتيك اللعبات المتحركة، وتكتيك اللعبات الثابتة والتي من إحداها جاء هدف المباراة الوحيد من رأسية (حمص) من الكرة المرتدة من العارضة والقائم داخل الشباك الزرقاء، وقاد الإسماعيلي للفوز نجومه الخمسة المرتدون وهم: المصري- أيمن رمضان-أحمد سمير فرح- حمص والصاعد عمر السلية، وافتقد الإسماعيلي عدداً كبيراً من نجومه المعروفين. الأمل والفوز الوحيد (برافو) نادي الأمل عطبرة رابع الدوري الممتاز وممثل السودان في بطولة الكنفدرالية وفي ذهاب دور ال 16 سجل الفوز الوحيد للسودان على أندية شمال القارة بعد تغلبه على شباب بلوزداد الجزائري بهدف المتألق الطاهر حماد، بعد مباراة مثيرة من الطرفين.. بعد أن كان الأمل أفضل في الشوط الأول ووصل لمرمى بلوزداد بخطورة وبأقصر الطرق بسبب إيقاع اللعب السريع، ولكن تلك الفرص أهدرت بسبب التسرع وسوء ختام الهجمة من ملاكي والطاهر نفسه، وبالمقابل قدم شباب بلوزداد عرضاً أفضل من شوط اللعب الثاني، خاصة في الثلث الأخير من المباراة، مستغلاً ضعف اللياقة البدنية للاعبي الأمل ووصل لمرمى شلبي أكثر من ثلاث مرات بخطورة حقيقية، ولكن ربك سلم بسبب الأخطاء الفردية لمدافعي الأمل. عموماً: الأمل قدم أكثر مما هو متوقع ونتمنى له الاستمرار في البطولة وتسجيل فوز جديد في العاصمة الجزائرية الجزائر، ويجب عليهم التسلح بالشعار القوي المرفوع وهو الرغبة في الاستمرار في البطولة القارية حتى ولو على حساب البطولة المحلية في الدوري الممتاز، لأن الأمل ببساطة قادر على البقاء والتقدم في البطولة المحلية.. المهم أفريقياً يا أمل السودان.