تقدر الجالية السودانية معنى العلاقات الشعبية التي تربط البلدين، وتثمن دور المواطن العادي في تعزيز أواصر هذه العلاقات بمختلف ضروبها، فالحركة التجارية والبشرية عبر الحدود المشتركة، تؤكد أن الخط الوهمي غير المعترف به هو فاصل، وضعه المستعمر، دون مبررات تذكر، فالدماء السودانية منها والأثيوبية مرجعيتها الحبشة المزيج بين حضارتي أكسوم ومروي.. آخر لحظة أبت إلا أن تخربش دواخل سودانيين في إثيوبيا، حول مشاركتهم في الانتخابات، وعادات وثقافات إثيوبيا وعلاقة اللغة الأمهرية بالعربية، بالإضافة إلى تفرد الحضارة الإثيوبية لغة وكتابة وأرقاماً وتاريخاً.. وغيرها من المواضيع الثقافية الاجتماعية، عزيزي القارئ، نترك لك هذه المساحة لنتجول معاً داخل إثيوبيا الجميلة وعاصمتها الزهرة الجديدة.. عرفنا العم أحمد محمد علي، الملقب بالكوتش بنفسه، قائلا: أنا من مواليد عام 1943 بالمديرية الشمالية، مركز مروي تنقاسي، سمعريت، متزوج وأب لأربعة، يقول متحدثاً: عملت بوزارة الخارجية طويلاً، ثم حضرت إلى سفارة السودان بأديس أبابا، عام 1991، ومن ديك وعيك، طاب المقام بي في هذه البلاد الجميلة، الخلابة بطبيعتها، وبساطة شعبها الكريم، وشعرت أنني في بلدي الثاني منذ أن وطئت قدمي أرض الحبشة، أرض الهجرة قديماً، ويواصل العم الكوتش متحدثا عن إثيوبيا: شعب إثيوبيا مسالم وطيب، وبيحب السودانيين، ما شعرت بالغربة بسبب المعاملة الحنينة من إخوتي الإثيوبيين، وأنا أشبههم كثيراً، الدماء واحدة لا فرق بيننا أبداً أبداً.. قال ضاحكاً: أنا هلالابي بالفطرة، والعائلة مفطومة بحليب الهلال، إلا واحد مريخابي، ربنا يكون في عونو.. وحول مشاركته في الانتخابات قال: أنا مبسوط للانتخابات بمركز أديس شاركنا ضمن الجالية، وأقدر الشعب السوداني الواعي جداً، والمتفهم، والبيحب السلام والديمقراطية، وأشيد بجمال حسن سعيد وأصدقائه الذين عملوا على توصيل ثقافة الانتخابات بطريقة درامية جيدة، وبصروا الناس كمان ..قال: إنني فقدت أشياء هنا في أديس أبابا، مثل الجرجير والعجور والخضرة والفسيخ.. كما تحدث الكوتش عن إثيوبيا وقال: إنها تتميز بأشياء كثيرة متفردة، مثل تعدد الثقافات والعادات الاجتماعية، وضرب لنا مثلاً بقهوة قومية القوراقي، حيث يشربون القهوة بالسمن، والملح، وضحك العم الكوتش، قال: بالرغم من أنها مرة، إلا أنها صحية في نفس الوقت، حيث تحفظك من البرد. مضيفاً أن هناك عادة مشتركة في إثيوبيا، هي حب الشطة البربري، والقي وط، أو الزغني، وقال: لا عجب أن البعض يأكل اللحمة كما هي، دون طبخ زي المرارة في السودان، وهي من الأكلات المفضلة عند الأثيوبيين، كما حدثنا العم الكوتش عن رحلة القهوة، التي يجلس عليها الاهل في إثيوبيا بطريقة وطقوس فريدة، وبخور يملأ المكان الجميل، والأرض توزع عليها القش الأخضر النضير، كما تطرق إلى الكثير من العادات المشتركة بين البلدين.. وعرج بنا إلى تميّز الإثيوبيين بخدمة الضيف، وامتدح التفاني في العمل، الذي يتميز بها الشعب الإثيوبي، وأثنى على التعاون والتآخي والتآزر بين الشعبين الشقيقين.. ووجه رسالة متمنياً للشعب الأثيوبي التوفيق شاكراً الخارجية السودانية، التي تمنح الفرص للعمال للاغتراب، وتحسين الظروف العامة، والشكر أجلّه لصحيفة آخر لحظة التي دخلت إلى قلوبنا من أول وهلة، ونتمنى أن تستمر بنفس الهمة والنشاط، وتغطي أخبارنا بصورة دورية.