هذا- العنوان- اسم جريدة تصدر في ولاية نهر، أستميح أسرة تحريرها الكريمة، في أن أصدر به هذه الخاطرة، ولسان حالي وحال أهل النيل يقول: النيل اليوم مع- الهادي- قممٌ شماءٌ ومبادي ومواكب شعب ثوري فيه إباء الأجداد كان وما زال بفطرته وثاباً ذا فكر وقاد في الإنقاذ له دور فهو الرائد والبادي ولك، أخي الكريم، سعادة الفريق الهادي عبد الله والي ولاية نهر النيل المنتخب، نزفّ أحر التهاني، بفوزكم الكاسح، وبفوز -الشجرة الخضراء- في الولاية النامية الخضراء! ولاية الوثبات الوطنية، ولاية القرآن، وعلومه، والتصوف ورموزه العالية، إنها الآن تشهد نهضة شاملة، بسواعد أبنائها البررة، فقد هيأ الله تعالى لها من سبل النهضة الاقتصادية القوية، الأرض الخصبة، والنيل السلسال، وشعباً يعرف كيف يزرع وينتج، وهيأ لها سبحانه مواد لصناعة تكاد تنفرد بها ولاية نهر النيل، أعني بها صناعة الأسمنت الممتاز، وهيّأ لها سبحانه أنفس معدن في الوجود ذلكم الذهب- الإبريز- وبواطن أرضها تحوي الذهب الأسود البترول! ومعادن أخرى كلها من نعم الله على هؤلاء القوم الصامدين الصابرين، الذين هم في تعدد ألوانهم، يمثلون أرقى أنموذج للوحدة الوطنية، يكون وجدانهم هذا الإحساس الجميل بالتعاون والتألق، فإن مدت لها الإنقاذ أياديها البيضاء بالطرق والجسور في أم الطيور وفي المتمة، ورعت كل مشاريعها الزراعية؟ في ذلك إلى الطريق القويم لأن تسهم هذه الولاية المعطاءة، بالمزيد من الخير لأهلها وتصدرها للناس في كل مواقع السودان؟ وإذ حفل تاريخها القديم والحديث بهذه العراقة في المعرفة الإنسانية، فما ذلك إلا لأن إنسانها كان، وما زال، أصلاً لكل ذلك! في عاصمتها الدامر بلد المجاذيب نقرأ قول الشاعر كرف: ألا حيِّ بالشاطئ الدامري ü ربوعاً على حجره مطمئنّةْ بنى نقر إذ هم المتقون ü وإذ دأبهم في كتاب وسنّةْ إذا أخمد الدهر ناراً لغيري ü فنار المجاذيب نار مبنّةْ وعلى مرافئ كدباس نلقى آل الشيخ حاج حمد، في صمودهم كما يقول عنهم الشريف زين العابدين الهندي سلام يا حاج حمد ü أسد العرين والباس سلام درع البلد ü ليها بقيت متراس سلام نور العلم ü تقابة في كدباس وحول هذه الأجواء الروحية تشمخ عطبرة، إحدى عواصمنا الوطنية، بكل صمودها أمام كل دكتاتورية طاغية، مقدمة صوراً من الكفاح الوطني القومي، الذي لا يستطيع حزب أن يدعيه وحده! ولما بزغ فجر الإنقاذ جاء دور ثوارها في الطليعة، فهم سند قوي للإنقاذ، وهي تشيد مجد أمة لا تعرف الحزبية ولا العنصرية والجهوية، حيّاك الله أخي الهادي محمد علي، نائب هذه الدائرة الفنية، رائدة القومية..