حذرت القوى السياسية من خطورة تهديدات الحركة الشعبية بإعلان استقلال الجنوب من داخل برلمان جنوب السودان المنتخب. ووصفت الخطوة بأنها خرق لاتفاقية نيفاشا الأمر الذي قالت إنه سيعيد البلاد للمربع الأول.وفي الوقت الذي أكد فيه المؤتمر الوطني التزامه بتنفيذ كافة استحقاقات اتفاقية نيفاشا، حمَّل الاتحادي الديمقراطي «الأصل» الوطني مسؤولية ما أسماه تمزق وحدة البلاد. وقال حسن أبو سبيب القيادي البارز بالحزب إن ما يجري الآن في الساحة السياسية من فقدان للثقة بين الشريكين وهرولة نحو انفصال الجنوب نتيجة لإفرازات العملية الانتخابية المضروبة والمزورة.وحمَّل الوطني مسؤولية حدوث انفصال الجنوب، ووصف تهديدات الحركة بأنها مبادرة للإسراع نحو الانفصال.وأشار في تصريح ل(آخر لحظة) إلى أن كل الدلائل والمؤشرات تقول إن المواطن الجنوبي لن يصبر على استقلال الجنوب حتى 2011م موعد الاستفتاء. من جانبه دحض د. ربيع عبد العاطي القيادي بالمؤتمر الوطني مستشار وزير الإعلام والاتصالات الاتهامات التي ساقتها الحركة الشعبية لحزبه.وقال إن الوطني ملتزم بإنفاذ كافة استحقاقات نيفاشا مشيراً لإجراء العملية الانتخابية، وأضاف ان حزبه ليس في حاجة للضغط من الحركة أو غيرها لإجراء الاستفتاء في موعده. وقال ل(آخر لحظة) إن الترتيبات جارية لتشكيل اللجان الخاصة بمفوضية الاستفتاء وترسيم الحدود. واستهجن ربيع اتهامات الحركة للوطني بالتماطل في قيام الاستفتاء. وقال إن الوطني لن يحصد نتيجةً إيجابيةً إذا تماطل في إجراء تقرير المصير.وأضاف أن إعلان الحركة لاستقلال الجنوب من داخل البرلمان يعد خرقاً لاتفاقية نيفاشا، مؤكداً أنه سيقود إلى نتائج لا تحمد عقباها، معلناً رفض حزبه لتهديدات الحركة، وقال إن الخطوة ستقود البلاد إلى المربع الأول. وفي السياق أكد عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام بالمؤتمر الشعبي أنه لا يستطيع أحد القول بأن الوقت قد انتهى لتكوين مفوضية الاستفتاء. وقال ل (آخر لحظة) إنه لم يحن الوقت لمثل هذه التصريحات، وحذر من مغبة تهديدات الحركة الخاصة بانفصال الجنوب، وقال إن الانفصال بهذه الطريقة لن يكون سلساً وسيقود لحدوث عنف وتوترات. وطالب عبد الله بالضغط لتكوين المفوضية بدلاً عن اليأس من إجراء الاستفتاء، داعياً شريكي الحكم لحلحلة مشاكلهم عبر الحوار والابتعاد عن التصريحات والمهاترات التي من شأنها أن تقود المواطن الجنوبي للأدلاء بصوته لصالح الانفصال.