انتقدت القوى السياسية بشدة الأصوات التي نادت بانفصال الجنوب من خلال الجلسة الأولى لبرلمان الإقليم التي انعقدت أمس بجوبا. وقالت إن الخطوة تقود البلاد لمربع الحرب، وهاجمت المنادين بالانفصال ووصفتهم بغير الديمقراطيين. وأشارت إلى أن تلك الأصوات تُعبّر عن رأي من أطلقوها. وقلّل المؤتمر الوطني على لسان أمين التعبئة والاستنفار بالحزب حاج ماجد سوار من أهمية الأصوات التي نادت بالانفصال وقال إن حزبه غير معني بها. وأضاف ل (آخر لحظة) أن هذه الأصوات لا تمثل رأي الحركة الشعبية التي نعلم أنها ملتزمة باتّفاقية نيفاشا وأن أولويتها تحقيق الوحدة. وشن حاج ماجد هجوماً على المنادين بالانفصال لكنّه عاد وقال إن الحرية السياسية متاحة لكل من يُريد أن يُعبّر عن رأيه. مشيراً إلى أن المُنادين بالانفصال لا يمثلون الرأي الغالب لدى أهل الجنوب. فيما شنّ القيادي بالحركة الشعبية غازي سليمان المحامي هجوماً عنيفاً على تيّار الانفصال داخل الحركة. محذّراً من خطورة الدعوة لاستقلال الجنوب، الأمر الذي قال إنه يُعيد البلاد لمربع الحرب. مشيراً إلى أن الخطوة تعد حماساً بلا مبرر وعملاً استباقياً لنتيجة الاستفتاء. واصفاً مناداتهم بالمتناقضة مع الاتّفاقية التي قننت تقرير مصير الجنوب عبر الاستفتاء. وتوقّع غازي أن تعصف دعوة استقلال الجنوب بالجهود المبذولة لقيام الاستفتاء في موعده المحدد، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى أن يكون الانفصال عدائياً حال حدوثه. داعياً للتعامل مع قضية تقرير مصير الجنوب بطريقة ديمقراطية بعيداً عن الاستفزاز والعشوائية. وفي السياق وصف المؤتمر الشعبي الخطوة بالأمر الطبيعي وقال إنّها تجيء نتيجة لسياسات المؤتمر الوطني وتوقع الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام أن يتخذ الجنوبيون قرار الانفصال قبل قيام الاستفتاء واصفاً ذلك بالأمر المؤسف، موضحاً أن تقرير مصير الجنوب مقنن بالدستور الانتقالي لكن عدم الالتزام باتّفاقية السلام الشامل من قبل المؤتمر الوطني سيدفع «بالشعبية» لاتّخاذ قرار أحادي بالانفصال. وقال عمر ل (آخر لحظة) إن الحركة معذورة في ذلك لأن البلاد تعيش أزمة سياسية حقيقية، مطالباً الأطراف بضرورة الانتباه للمخاطر والتحديات التي تجابه الوطن.