هذه الايام عادت للسطح مشكلة دول حوض النيل المنبع (G7)مع دولتي السودان ومصر؛وسببها اتفاقية مياه النيل وحصة دولتي المصب والممر والتي تسمح حسب اتفاقية مصرية سودانية عام 1959 بأعطاء مصر حق استغلال 55 مليار متر مكعب من مياه النيل من أصل 83 مليار متر مكعب ليتبقى 18 مليار متر مكعب من المياه للسودان. ونفس تلك السنة تم توقيع اتفاق بين دول الحوض ومصر سمي بالبند الأمني وهو مايعطل قيام أي مشروع سد أو خزان دون الرجوع وموافقة دولتي المصب والممر ..وعام 1989 قضت محكمة العدل الدولية باعتماد اتفاقيات المياه شأنها شأن اتفاقيات الحدود لا يجوز أن تعدل،وطفت الامور بعد عشر سنوات ليتم اجتماع بعدها بين دول الحوض العشر وهي مصر والسودان وأوغندا وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية وبوروندي وتنزانيا ورواندا وكينيا واريتريا،وكان بتنزانيا. الوزير البورندي في اجتماع شرم الشيخ الأخير لدول الحوض قال : نحن مجموعة ال (G7)أو دول المنبع السبع، قررنا أن نفتح باب التوقيع في 14 مايو بأديس - وهو نفسه تاريخ اعلان الدولة الصهيونية -على اتفاقية (الإطار المؤسسي والقانوني لمبادرة حوض النيل)، وقال بعده مسؤول أثيوبي: سنترك الباب مفتوحا لمن يرغب في التوقيع، وسنعطي مهلة سنة للتوقيع، وبعد التوقيع سيفتح باب التفاوض حول ثلاث نقاط معلقة بين دول المنبع والمصب ... أنتهى. من المعروف للجميع أن الحرب القادمة هي المياه ... ولوحظ أنها بدأت بالنبرة المتزايدة للمطالبة بتغيير حصص مياه النيل وتعاظمت في الوقت الذي يشهد تزايد التقارب الصهيوني و دول المنبع وتنامي العلاقات بينها،وذلك بإغراء دول المنبع بمشاريع وجسور وسدود بتسهيلات غير عادية تشارك فيها شركات أمريكية. لاتنسوا جولة وزير الخارجية الإسرائيلية ليبرمان الافريقية العام الماضي وشمولها بعض دول منابع النيل، وبعض الخبراء المصريين راوا أن الدور الاسرائيلي ليس هو المشكلة،فالخوف هو من الدور الأمريكي الخفي ، يقول د.عبدالملك عودة : منذ انتهاء الحرب الباردة أصبحت إسرائيل تعمل في دائرة السياسة الأمريكية، ولكنها تتجنب الاصطدام مع فرنسا وغيرها بشكل واضح كما السياسة الأمريكية)، و عودة طرح تساؤلا مهما عن كون الحكومة المصرية الحليفة للولايات المتحدة، فإن هنالك صداقة بين اثيوبيا وأوغندا والولاياتالمتحدة.. فلماذا تنجح أثيوبيا واوغندا في الاستفادة من صداقتهما تلك بشأن مصالحهما في حوض نهر النيل، والحصول على دعم عسكري ودعم تفاوضي، ومصر نفشل في ذلك ؟!.. هذا هو سوألي أيضاً مع العلم أننا لا نمتلك ارتباطا لحكومتنا (في الشمال) طبعا مع الولاياتالمتحدة عسكريا أو تفاوضيا من الدرجة الرئيسية،أو معنويا حتى ،ولكن الخوف من الرهيفة «البتتقدا»...!؟