أهلاً صحيفة ألوان.. حسناء تختال بين الحسان.. تهنئة من الأعماق.. ونقبل الدعوة للخير والجمال..! فحين توقفت ألوان.. بكى «قوس قزح» فامتزجت ألوان «طيفه السبعة».. وانهمرت دموعها فوقف آلاف الفنانين التشكيليين تحت الأفق ليرسموا أجمل اللوحات.. فإن الألوان لا تموت.. قد تفقد الأشياء ألقها ووهجها.. حين تفقد لونها.. لأنها تصنع الجمال.. مع أن مزج الألوان فن لا يدركه الكثيرون.. إنه أدب رفيع وصمت حتى الكلام..!! فما بال الأنام.. يغتالون الحمام.. ويصوبوا أفواه بنادقهم نحو اليمام.. إن أجمل ما سمعت بأن الأنغام ستعزف من جديد.. حلو النشيد.. وسيعود ذاك الساحر ليدخلنا في عباءته ويخرجنا أرانب برية.. يدخلنا مرة أخرى فلا نقبل الخروج بعد أن اكتشفنا أننا في آفاق رحيبة ممتدة الجذور حتى نهاية المدى والمستحيل! عاد الفرح لينسج عمة وشال.. للعم والخال.. عاد البشير ليزف الخير السعيد «للبنوت والأمات».. عاد البنفسج ليزهر في صحارى الظمأ فيترقرق ألف ينبوع ماء..! هل تستطيع حدقاتنا والشبكية أن ترى الأشياء بلا ألوان.. تخيلوا شكل الزهور.. الطيور.. الإخضرار.. لون السماء بلا سماء..لو كان كل شيء لونه كالماء..! لانعدم الجمال.. ومات الخيال.. وتجلل الكون بشيء أسود كالغار..!لكنه قد عاد الرحيق يشد من أزرنا كألف صديق عدنا مرة أخرى للتحليق.. بعدما عاد للكون ذاك البريق.. عاد ذاك العبقري الذي يعبث بالحروف ويعجن الأبجديات «خلف ذرى الكلام».. فيخرج في كل عام مليون نبض وحرف.. بلا انتماء سوى قبيلته التي لا تشبه في خصائصها.. إلا قبيلتها..! وعدنا نحن لعاداتنا البدائية البعيدة عن الكياسة واللباقة.. في ازدراد الكلمات دون مضغ.. لشوقنا وتوقنا وجوعنا لطعمها الغريب والذي لا يصيبنا سوى بتخمة في عقولنا.. وتعبيء وجداننا بذخيرة حية لا تخطيء هدف الشعور بالراحة..!عادت الألوان.. بالوعد المخمل بلا يمين بأن نتذوق كل يوم ترف التدفق من جدول فيه.. إكسير الحياة.. روعة العطاء.. وقمة الجمال!! زواية أخيرة: إن صمت الإبداع لا يعني موته.. احذروا من المارد حين يخرج من جرته!!