يجب أن يكون مشروع الحركة الإسلامية مشروع استنفار شاملٍ لإرادة الأمة وطاقاتها الفردية والجماعية في سبيل مشروع النهضة الشاملة ، التي يرقى فيها الفرد والجماعة بالتربية والتعليم، والمؤاخاة والتعاون ، وتعمير الأرض في شتى الميادين . ومثل هذا المشروع الضخم لابد من أن ينطلق من الرؤى الطَّموح والأفكار المنيرة ، ويحمل عناصر القوة بكل معانيها ما يكفل تغيير الواقع ومقاومة التحديات ، ومن الغاية العليا ما يحقق به للأمة مقام الشهادة على الناس. إن نهضة الأمة المنشودة ، باختصار بالغ ، ولادةٌ جديدةٌ للأمة المسلمة بَدءاً في جميع المجالات، بروحٍ تجمع بين كلٍّ من : الإيجابية ، الجِدِّيَّة، الإتقان ، استثمارِ الأوقات ، استغلالِ الموارد الطبيعية والبشرية ، التخطيطِ العلمي. ولا بُدَّ في هذا السياق من تحويل الأفكار العظيمة إلى مشروعات، والآمالِ الطَّموحة إلى خطط وبرامج. وهذه إضاءاتٌ سريعة على أهم معالم هذا المشروع الكبير التي يجب أن تكون على رأس أولويات مشروعات الحركة/الدولة وخططها وبرامجها .. 1 . تقوية مسار الإصلاح الشامل .. الذي لا يقتصر على جانبٍ ، مما يستوجب الإصلاح ، دون آخر. والذي يتم فيه العمل بالتوازي على جميع الملفات الحيوية: السياسية، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الثقافية ... إلخ. 2 .تحقيق التنمية المستدامة .. التي يشعر المواطن البسيط بآثارها عليه وعلى أولاده : كفايةً في المعاش، وجودةً في التعليم، وتطوراً في المرافق ، وأمناً وسلاماً يدفعان إلى الإنتاج ويقويان عوامل المشاركة الفاعلة في سبيل الإعمار والتقدم. 3 . بسط الأمن بجميع صوره : الاجتماعي، الفكري، الاقتصادي ، المادي ... إلخ . فالإنسان لا يستطيع أن يعمل صالحاً فضلاً عن أن يبدع فيه وهو غير آمنٍ على نفسه وأهله ورزقه ، فالأمن هو مفتاح الاستقرار والطمأنينة والرخاء ، وهو ما يوفر بيئةً مثاليةً للتنمية الحقيقية . 4 . كفالة العدالة الاجتماعية .. فلا خير في مجتمع تتبابين فيه الطبقات الاجتماعية تبايناً فاحشاً مفضياً إلى التناكر والتحاسد والتباغض. إن مجتمع العدالة، الذي يوفر لجميع الناس حدًّا كريماً من الكفالة والرعاية والدخل، هو المجتمع الصحيح المعافى، والذي إن أصابه داءٌ من هنا أوهناك كان أقرب إلى التعافي واستكمال مسيرة الحياة الكريمة. 5 . القضاء على البطالة.. وذلك بتوفير فرص حقيقية لعمل جادٍّ ومثمر لكي لا تبقى طاقات الشباب، وهم غالبية الأمة ، معطَّلة عن أداء الواجب وتحقيق الذات. 6 . تحديث التعليم .. ولعل هذا من أولى أولويات العمل في هذه الحقبة ! فالتعليم هو المستقبل ، وكيفما يتلقى أبناؤنا في المدارس والجامعات ؛ يتشكلْ مستقبل الأمة . وأمةٌ يتدنى مستوى التعليم فيها وتتضاءل جودته هي أمةٌ في خطر!.