كثيرون الذين يجعلون من لحظات مرورهم بالشوارع والطرق تدبراً وتأملاً خاصة أولئك الذين لا يقع عليهم عبء حمل أنفسهم وترحالها.. وفي هذه الحالة قد يكتشف البعض بواطن الكثير من الأمور وقد يصلون إلى قرارات تحسم بعض الأمور العالقة... فربما لا يجد بعض المسؤولين ببلادنا الفرص للتفكير والتأمل العميق الا في طريقهم ذهاباً وإياباً حيث يضمنون عدم مقاطعتهم من قبل الزوار أو طالبي الخدمات أو اللاهثين لأهداف معنية ولا تستغرب القاريء الكريم ان علمت أن كثيراً من القرارات المصيرية تتخذ في الطريق... الرد في مايو؟ كلما حل شهر مايو نشطت الذاكرة الجماهيرية «مايو.. مايو نميري... ومايو تخريب خليل.. ومايو...» فهل شهر مايو.. شهر تحف بذكراه الأحداث الجسام في الحياة السودانية العامة... لا تخمد المخاوف فيه الا بعد ان يختتم يومه الأخيرة... إذ مازال الجيل الوسيط يتغنى في تداعي وفيٍّ لأهل مايو «في شعاراتنا مايو...» رغم ان الزمان زمان يونيو الذي التقط القفاز منه »... فهل حقاً سيكون رد الحكومة حاسماً «للعدل والمساوة» في شهر مايو أم يرتحل إلى يونيو أو يوليو أو غيرها من الشهور... ودامت الشهور ترفد في البلاد خيرها وأمنها. بعافيتكم لم يتبق إلا أن نقول «عساكم بخير» بعدت بينا الشقة كما يقول عامتنا... وشغلتكم عنا وشغلتنا عنكم أمور كثيرة فاصبح كل منا في واديه «وكل زول بونسو غرضو».. وجرت مياه كثيرة تحت الجسور فلم تعد تستوعب أي عبور في اتجاه العودة إلى المصاب.. فالمجال مجال احتراب ومقاسمات وتفاوض ونزاع لذلك جرت المياه تحت الجسور وتبخر الكثير منها وامتصت جذور أشجار الفرقة والبعاد كثيراً من هذه المياه في أرض خصبة ولا نملك الا ان نقول «عساكم بخير».. «وبعافيتكم». اجازاتكم محددة وجد أمر تحديد اجازات العاملين في الخدمة المدنية حقه من التداول بين هؤلاء رغم ان المنشور لم يستلمه بعض المعنيين بالأمر «وذلك لاعتبارات حركة السيرك» ولتعم الفائدة فقد نشرت الصحف خبرها «أصدر مدير ديوان شؤون الخدمة المدنية منشوراً أعلن من خلاله تعديل إجازات العاملين بالدولة حيث أصبحت إجازة موظفي الدرجة الثامنة 45 يوماً والعاشرة وما يعادلها 40 والتاسعة 35 يوماً والحادية عشرة والثانية عشرة ثلاثين يوماً والثالثة عشر 25 يوماً والسادسة عشرين 20 يوماً...». حجوة أم ضبيبينة حتى لا توسم مطالبات الأطباء لاستحقاقاتهم بحجة أم ضبيبينة لابد من وضوح الرؤية فيما يشبه اجابات واضحة من شاكلة «نعم أو لا» لأن الفئات الأخرى تنتظر دورها في الانصاف فليس الأطباء وحدهم من يشعرون بضيق اليد والاجحاف... ü آخر كلام تداخلت علينا المداخل والمخارج.. فصرنا نفكر في الطرق والشوارع ونربط الشهور بالأحداث وندعو لعافيتكم ونبشر بالاصلاح و الاجازات.