مما لا شك فيه أن لوائح و قوانين سير المواصلات شهدت تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة.. وأن رجال المرور لهم القدح المعلى في هذا التطور.. حيث أصبح كل سائق لمركبة عامة أو خاصة يضع كلَّ همه وفكره في الطريق الذي هو فيه، لكي يتجنب العقوبات التي سوف تطاله حال أي مخالفة يرتكبها.. حيث كان هناك استهتار من بعض السائقين - تجد من يتحدث بالموبايل أو يتناول «سندوتشات» أو «قارورة» بارد، أو من ينشغل بالحديث مع الذي يرافقه في المركبة... بالنسبة للمركبات العامة فبعض السائقين يلجأون إلى السباق فيما بينهم وعلى نفس الخط أو خط مختلف .. اليوم وأنا أركب مواصلات «مايو» بعد معاناة يومية نجدها في هذا الخط الذي يأتي لنا نحن السكان الذين يحازون شارع مدني من الجانبين، من سكان الصحافة وأركويت، ونعاني مرّ المعاناة من ازدحام المركبات التي تقدم إلينا من «مايو والسلمة والأزهري».. ويستحيل أحياناً أن تجد لك مقعداً داخل الحافلة.. فاليوم وأنا في الحافلة استمعت لحوارٍ بين سائق الحافلة والراكب الذي يجلس بجواره.. كان حواراً طويلاً، وفجأة ونحن في شارع المطار وجدنا ازدحاماً وبطء في سير الحافلات.. وأخيراً ظهر أن هنالك حادث بين «حافلة» و «هايس» .. استمر سائق الحافلة في الحديث وأكد للذي بجواره أن القانون اليوم يختلف تماماً عما كان عليه في السابق.. حيث قال له: إن سائقي الحافلة والهايس سوف يتعرضان للحبس وربما الجلد .. فاستغرب الراكب وقال: له الجلد؟! أليس هذا غريب!.. أكد له السائق: نعم الجلد والحبس.. فأنا تعرضت لذلك.. حبست لمدة «ربع ساعة».. وأفاد بأن الجلد يكون حسب سِن السائق.. أجل الجلد أليس هذا غريباً ! أيُجلد من يعمل حادث!! ماذا سيستفيد الذي تعرض للحادث؟.. أيمكن أن يكون هنالك مثل هذا القانون؟ وهل هذا ممكن أن يُجلد رجل في عمر السبعين أو الثمانين لارتكابه حادث.. إنني أشك تماماً في كلام هذا السائق إن صح ومثلي الراكب الذي كان بجانبه.. فكانت علامات الاستغراب والاستفهام تكسو ملامح وجهه..