ظل مواطنو مناطق جنوبالخرطوم يعانون من أزمة حادة في المواصلات لأكثر من ستة شهور فائتة ،تتجلى الازمة بصورة واضحة في خطى مواصلات مايو والسلمة داخل موقف (كركر) ،حيث يرتفع سعر التعريفة في أوقات الذروة بصورة مباشرة أحيانا، وبصورة غير مباشرة حيث يختلق أصحاب المركبات خطاً الى منطقة السوق المركزي، ما يضطر الركاب الى استغلال مركبة أخرى للوصول الى منطقتهم، ويلاحظ بصورة واضحة تكدس الموطنين واقفين وجالسين على رصيف المجرى المحدد للخطين داخل الموقف الجديد ،فيما يتساءل كثير من المواطنين عن الجهة المسئولة من حمايتهم من هذا الجشع بحسب افاداتهم. المواطن عبد الله سالم وصف ما يحدث بالامر المؤسف حيث قال :انه تغييب واضح للقانون الذي يحكم الركاب وأصحاب وسائل النقل، وما يثير السخرية هو ان وسائل النقل هذه تقف وتشحن من المجرى ذاته لخط المواصلات المحدد داخل الموقف لمنطقتي مايو والسلمة، مما اعتبره تعديا سافرا على القانون، وتحديا للسلطات، ونهبا مباشرا للمواطن المغلوب على أمره ،وجشعا مبالغا فيه من اصحاب وسائل النقل العام هذه. فيما كشف عن ان هذا الامر كثيرا ما سبب مشاجرات بين الركاب واصحاب وسائل النقل الذين يستفزون المواطن بخلق خط مواصلات وهمي غير موجود اصلا من السوق العربي الى نفق السوق المركزي بما قيمته واحد جنيه، حيث يركب المواطن مرة ثانية وعلى نفس وسيلة النقل احيانا الى مقصده سواء كان السلمة او مايو بقيمة جنيه آخر مما عده استهتارا بعقول المواطنين. وكشف المواطن ربيع الباقر ان هنالك ازدحاماً واضحاً ودائماً في خط مايو والسلمة وكأن الخط لا توجد به (حافلات) نهائيا، وأن موقف الخطين تسوده الفوضى ولا يوجد به أي رقابة على أصحاب المركبات مما جعلهم يسنون تعريفات (من رأسهم) كما قال. مضيفا ان بعض أصحاب المركبات في الفترة المسائية أصبحوا يشحنون مركباتهم الى منطقة مايو بتعريفة قدرها جنيهان من داخل الموقف مع ان التعريفة المحددة هي جنيه وعشرون قرشا مشيرا الى عشوائية تضرب الموقف بأكمله ولا أحد يسمع أصوات احتجاجات المواطنين منوها الى ان ادارة الموقف (تسد دي بطينة ودي بعجينة) حيث ان أزمة الخطين قد جاوزت السنة مطالبا السلطات بمراقبة خطوط السير وزيادة أعداد الحافلات في الخطين مشيدا ببصات الولاية التي تدخل أحيانا الى الموقف الجديد لتنقذ المواطنين من براثن جشع اصحاب المركبات وتخفف عنهم الازدحام. ومن جانب آخر كشف احد السائقين الذي رفض ذكر اسمه عن مساع قادها أحد فروع نقابتهم لحسم هذا التجاوز لم تكلل بالنجاح اذ اصر سائقو الهايسات على موقفهم الرافض للتعريفة المحددة للخط البالغة واحد جنيه وعشرون قرشاً مطالبين بزيادتها مبررين ذلك باتهام الركاب بأنهم لا يدفعون العشرين قرشا التي فوق الجنيه. وقال السائق ل (مع الناس): ان هنالك تكاليف أخرى ارتفعت الى الضعف في هذا المجال مثل اسعار غيار الزيت وقطع الغيار للصيانة مما يجعل التعريفة القانونية ضئيلة للغاية امام هذه المتطلبات.