من مشروع «الحركة» .. إلى مشروع «الأمة» إن تجربة استلام الحركة الإسلامية مقاليد الحكم والإدارة في دولة حديثة يقتضي منها القيام بواجبٍ مضاعَف إزاء قضايا الأمة الإسلامية في كل مكان ، على أن يكون ذلك بقدرٍ أكبر من الحكمة والدراية اللتين تمكنانها من تحقيق الغايات البعيدة ، من النصرة والمؤزارة والتعاون على البر والتقوى ، دون التورط في مغامرات ومهاترات قد يقدم عليهما أفرادٌ أو جماعات .. لكن آثارها على نظامٍ ودولةٍ تكون فادحة! إن الحركة الإسلامية في تحدٍّ مستمر إزاء قضايا الأمة .. فهي مطالَبةٌ أمام جماهير الداخل والخارج بأن تقدم رؤيتها في كل ما يهم الأمة ، وبأن تحاول إقناع الآخرين بصواب طرحها وسلامته وفعاليته أيضاً ؛ لأن المنتظر من حركة تمكنت بعد استضعاف ليس كالمنتظر من حركات أخرى لا تزال في دوائر الضرورة والمعاناة ! وقد آن أوان التحرر من الروح الحزبية ، التي قد تعوق المسير وتحد من سقف الطموحات ، والارتفاع إلى مستوى حمل الأمانة وتمثيل الأمة .. تمثيلاً إيجابيًّا متفاعلاً مع المحيط الإقليمي والدولي.. وهذه رؤوسٌ مما ينبغي أن يكون على قائمة أولويات اهتمام الحركة في هذا السياق.. 1 . الاهتمام بقضايا المجتمعات والأقليات الإسلامية في ضوء الرؤية الوسطية بما يؤصِّل روح التعايش السلمي والمشاركة الإيجابية الفاعلة، مع الموازنة بين الحفاظ على الهُوية الإسلامية والالتزام بمقتضيات المواطنة، ولا سيما تلك التي تستظل بظلال الحضارة الغربية.. توطيناً للدعوة، وحفاظاً على الشخصية، ودحراً للاستلاب. 2 . المساهمة في المعالجة المتزنة للمستجِدَّات والنوازل التي تهم الأمة. 3 . التفاعل مع الحضارة المعاصرة أخذاً إيجابيًّا، ومساهمةً نافعةً دونَ ذَوَبانٍ ولا مَسْخٍ للهُوية الإسلامية. 4 . تحرير مفهوم »الأمن الفكري والثقافي، الاجتماعي والحضاري« في المجتمعات الإنسانية .. وما يقابله من مفاهيم «الإرهاب» و«العنف» .. وما إلى هذا . 5 . اعتماد مبدأ الحوار مع الآخر ، والمساهمة في إحلال ثقافة التعايش والتسامح بين المجتمعات والشعوب . 6 . العمل على مكافحة المشروع الصهيوني الاستيطاني، والاستلاب، ومعالجة إفرازات العولمة السلبية.