لا زال الخبير البرازيلي جوزيه كاربوني يقدم كل يوم درسا مجانيا لكل المهتمين بكرة القدم بالسودان ..لاعبين ..مدربين ..إدارات ..أعلام ..وجمهور! وما نأمله أن يقف الجميع على عمل كاربوني ..وطريقة إدارته للفرقة الحمراء عسى أن تتغير بعض المفاهيم التي أقعدت بنا كثيرا! في مباراة أمس الأول ..كانت المحاضرة قيمة جدا ..للذي يبحث عن الإستفادة من الدروس التي يقدمها البرازيلي ..مجانا للجميع ..حيث شهدت الجولة الكثير من الأفكار التدريبية الثرة. أولا ..واصل كاربوني سياسته التي بدأ بها عمله مع المريخ ..وهي إعطاء الفرصة للاعب المجتهد الباحث عن التطور والجديد في دنيا كرة القدم ..دون الأعتراف بالأسماء واحتكار الوظائف. بينما توقع الجميع أن يواصل كاربوني اللعب بذات العناصر التي قدمت أحلى مباراة للفريق هذا الموسم أمام فهود الشمال ..بإستثناء طفيف للاسانا الموقوف ..إلا أنه أشرك لاعبين جدد بعيدا عن التوقع. وهذه السياسة أتت أكلها ..لأن الجميع يكون حاضرا لتلبية النداء متى إستدعاه كاربوني ..حيث بات كل لاعب في المريخ متأهباً للعب ..حتى لاعبي المرحلة السنية ..فهم عند كاربوني عناصر تصلح للعب متى إحتاجها. كما أن تلك السياسة رفعت من مستوى التنافس بين اللاعبين ..فالذي يريد أن يثبت أقدامه بالتشكيل عليه أن يقدم ما يقنع كاربوني أولا ..ومن ثم الجمهور وكل المهتمين ..وبغير ذلك فلا أسم ولا نجوميه يمكن أن تمنح الوظيفة الدائمة بتشكيل كاربوني. وقد إستفاد المريخ فعليا من هذه السياسة الراشدة ..فحينما تعرض المريخ لتيار أصابات جارف ..صمد كاربوني أمامه وبمعية لاعبيه تخطوا أصعب مراحل الموسم ..فالجميع على مستوى واحد من الجاهزية. وقبل كل ذلك ..فكل تشكيل دفع به كاربوني ..قدم له المطلوب تماما بكسب النتائج ..وهو ما يظهر في شكل صدارة دائمة منذ إنطلاقة منافسة الممتاز ، ونتوقع أستمرار هذه الأوضاع إلى وقت ليس بالقصير. درس آخر قدمه كاربوني ..للجميع ..وفي المقدمة طبعا المنتقدون له من الفنيين والجمهور والأعلام الذين ينتقدون سياسته في عدم الإعتماد على تشكيل ورسم فني واحد يسير على هداه السفراء الحمر. أنظروا إلى الطريقة التي يلعب بها نجوم المريخ الآن ..هل يستطيع أحدكم أن يحدد لي وظيفة بعينها لعب فيها لاعب واحد طوال مباراة الفريق أمس الأول أمام الخرطوم وقبلها ..أمام الأمل عطبرة.! قطعا الأجابة لا ..ونضرب مثلا ببعض اللاعبين في بعض وظائف اللعب ..ونبدأ بنجم النجوم بدر الدين قلق الذي كان شعلة من نشاط وحركة ..يمنة ويسرة ..وفي الأطراف ومن عمق الملعب ..دفاعا وهجوما مثله مثل راجي عبد العاطي في المقدمة الهجومية! وقد تجلت لا مركزية اللعب في عطاء بعض اللاعبين ..موسى الزومة مثلا ..فهو لاعب الطرف الأيسر الذي يحتل موقعا مناسبا بقلب الدفاع في لحظات تقدم أحمد الباشا ..أو سفاري ..ويعود إلى وظيفته الأصلية عندما يتقدم المريخ بكلياته إلى الأمام.! هذه الطريقة تربك أعتي المدربين حول العالم ..وتخلط الأوراق تماما ..وهو ما يجعل كاربوني ..ولاعبيه هم الأقرب دائما إلى تحقيق الإنتصارات. كاربوني مدرب كبير وفق المريخ كثيرا في إستقدامه ..وننتظر منه الكثير في مقبل الأيام ..سيما وأن المجلس المريخي يضع كل ثقته فيه و لا يستمع إلى الأصوات النشاذ التي تعلو وترتفع بلا جدوى مطالبة بالتغيير المستحيل