٭ التجربة التي تكشف العيوب والسلبيات وتوضح مواقع الخلل هي المفيدة وعلى هذا القياس فاننا نرى ان فريق الخرطوم المنظم قدم للمريخ تجربة جيدة امس الاول حيث اضاء الشارة الحمراء للبرازيلي كاربوني ونبهه الى العديد من النقاط التي تستحق الوقوف عندها. ٭ وان كان كاربوني سيلعب مباراة الغد بالتشكيل والتنظيم الذي ادى به مباراة الخرطوم امس الاول فعليه ان يراجع حساباته ذلك بتعديل فوري على التشكيلة وطريقة اللعب والا فانه سيلدغ من جحر الجيش النيجري كما لدغ من قبل امام الترجي عندما لم يستفد من التجربة التي لعبها امام فريق الانتاج الحربي المصري عندما تبارى معه وديا قبل لقاء التونسي بثلاثة ايام. ٭ ما زال كاربوني يصر على ابعاد اللاعب موسى الزومة برغم ان وجوده في التشكيل افيد من مصعب فضلا عن قيامه بالواجبات الدفاعية والهجومية وايضا ما زال يلجأ «للتوليف» في وجود الاصل ذلك باشراكه للاعب سعيد السعودي في الدفاع في وجود مدافعين متخصصين، وبالامس الاول ابعد اللاعب فيصل العجب عن تشكيلة البداية برغم انه صانع اللعب الوحيد ومايسترو الفريق اضافة الى ذلك فان دفاع المريخ يفتقد للتنظيم وما زال دور «المحاور الارتكاز» غائبا هذا غير بطء الايقاع وغياب اساليب الضغط على الخصم والرجوع في حالة الهجمة المضادة واهمال اللاعبين لمهام الرقابة على الخصم. ٭ من خلال مشاهدتنا لمباريات كأس العالم الاخيرة فقد لاحظنا ان كل مدربي المنتخبات يركزون اولا على حماية مرماهم ذلك بتكثيف الدفاع وبناء سياج يمنع الخصم من الوصول للمرمى ومن ثم يكون الاجتهاد من اجل الوصول لمرمى الخصم وهذه هي النظرية التي تلعب بها كل منتخبات وفرق ومدربي الدنيا الا كاربوني فهو الوحيد الذي يلعب بخط دفاع مكشوف ويصر على المخاطرة والمجازفة وسبق له ان صرح بأنه لا ينزعج من الاهداف التي تلج مرمى المريخ. ٭ مشكلة كاربوني انه يتعامل مع المريخ على اساس انه حقل تجارب كما انه يلجأ للفلسفة والتنظير دون ان تهمه النتائج ووضح تماما انه من النوعية التي «تتبلد عقولها ولا تستطيع التصرف» في المواقف الحرجة التي تحتاج لانفعال والاهم من كل ذلك بل الاخطر انه يقود حربا ضد بعض كبار اللاعبين الشيء الذي جعل هناك حاجزا نفسيا بينه واللاعبين الذين يبعدهم عمدا وبطريقة جعلت هناك «تذمرا وعدم ثقة» ولهذا فقد طالبنا مجلس المريخ بضرورة علاج هذا الخلل وذلك بتعيين مدرب عام وطني ليقوم بواجبات هامة وضرورية وهي تنبيه اللاعبين بواجباتهم اثناء المباريات لسهولة عامل التفاهم «اللغة» اضافة الى تنبيه كاربوني نفسه بالمخاطر التي قد تنجم جراء التنظير الذي يمارسه باستمرار. ٭ نجوم المريخ الحاليون هم الافضل ولهم من المهارات والخبرات والتمرس ما لا يملكه غيرهم ولكن تبقى المشكلة في كيفية الاستفادة من امكانياتهم واختيار الافضل منهم للعب. ٭ من الوارد ان يخسر المريخ مباراة الغد ذلك من واقع المستوى الذي ظهر به امس الاول امام الخرطوم حيث جاء اداؤه بطيئا افتقد للتنظيم والجماعية والاثارة وكان الخلل موجودا في كل خطوط اللعب. اما الاخطر فهو ان نجوم المريخ افتقدوا للهمة والروح القتالية والشراسة في الاداء وباتوا يلعبون بلا دافع وكأنهم يؤدون واجبا مفروضا عليهم. وان كنا نرى ان كاربوني مسؤول فاننا لا نعفي اللاعبين من المسؤولية. ٭ سألنا عددا من المدربين عن الوضع في المريخ والخلل الذي يعانيه فقالوا ان عدم ثبات التشكيل هو اكبر المشاكل التي تواجه المريخ وابدى جميعهم استغرابهم لابتعاد الثنائي موسى الزومة وبلة جابر عن المجموعة الرئيسية ويرون ان خط دفاع المريخ سيكون مستقرا ومنظما في وجود موسى وبلة مع كاسروكا وسفاري وطارق مختار، واشاروا الى اهمية وجود العجب في الوسط مع قلق ولاسانا ونجم الدين، واكدوا على اهمية مشاركة راجي في الهجوم مع وارغو وبمقارنة رؤية المدربين مع الطريقة التي ينتهجها كاربوني نجد ان الفوارق شاسعة «جدا». ٭ جميعنا يعلم ان مجلس الادارة لم يقصر وكلنا تابعنا الجهود الكبيرة والخرافية التي بذلها الاخ جمال الوالي من اجل دعم الفريق وقد نجح في ضم نجوم من ذهب فضلا عن اقامة معسكر خارجي بالخارج وبهذا يكون المجلس قد ادى ما عليه من مهام لتتحول المسؤولية للملعب الاخضر وتصبح لدى المدرب واللاعبين بمعنى انه وفي حالة حدوث اي اخفاق فعلى المقصرين ان يتحملوا المسؤولية. ٭ مباراة الغد هي طريق «لاتجاه واحد» ولا تقبل القسمة على اثنين وهي الفاصلة واي اخفاق فيها له ثمن باهظ ونرجو ان يعرف كاربوني هذه الحقائق ولا بد ان يعلم انه وفي حالة الفشل فانه سيغادر الى بلاده وذلك لان اسباب وجوده واستمراره تكون قد انتفت ولن تسمع الاذان او تستوعب العقول اي عذر ومقدما نقول جماهير المريخ لا تقبل بأي مبررات. ٭ «انا شخصيا» غير مطمئن على المريخ برغم قناعتي بأنه قادر على سحق اي فريق في العالم قياسا على النجوم الذين يلعبون له ولكن مصدر تخوفي هو كاربوني فقد بت لا اثق فيه واتوقع منه اي شيء وأرى فيه «البرود الانجليزي» حيث لا يهمه كثيرا ان خسر المريخ لانه لا يعلم آثار وردود فعل الخسارة «فهو في النهاية اجير ومنتفع» وان كنت املك القرار لما تركت له مسؤولية الاشراف وادارة مباراة الغد لوحده، نقول كل ذلك من منطلق حرصنا على المريخ وخوفنا عليه. ٭ ولكن برغم كل ذلك الا اننا نؤمل كثيرا في اللاعبين وثقتنا فيهم غير محدودة وربما يخذلنا كاربوني ويختار التشكيلة الصحيحة والطريقة الملائمة.. وبرغم التخوف والتشاؤم الا ان املنا باق. في سطور: ٭ كرة القدم لعبة فيها الشراسة وتقوم على الالتحام والعنف والقوة البدنية واللياقة والهمة وهي تختلف عن التنس. هل يعرف بعض نجوم المريخ هذه الحقيقة؟ ٭ محمد كمال كاسروكا طارق مختار موسى الزومة بلة جابر «دفاعا» لاسانا نجم الدين «ارتكاز» قلق العجب «النفطي» «وسط» وارغو راجي «هجوم» هذه التشكيلة المثلى للمريخ اذا رغب في الفوز بمباراة السبت وكل المباريات في الممتاز!