في وقت مدّد فيه مجلس الأمن ولاية بعثة الأممالمتحدة لمدة عام، حتى 30 إبريل، من العام 2011، مع إمكانية تجديدها لفترات أخرى، إذا لزم الأمر، دعا جميع الأطراف إلى الاحترام والالتزام بجميع ما جاء في اتفاقية السلام الشامل، الموقّعة في العام 2005، واتفاقيات دارفور وشرق السودان. وأعرب المجلس عن استيائه من استمرار النزاع والعنف، وبخاصة في جنوب السودان، مؤكداً على أهمية بعثة الأممالمتحدة في السودان والاستفادة الكاملة من سلطتها لتوفير الأمن للسكان المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، ودعم الجهات الفاعلة في التنمية، وتسوية النزاعات القبلية، وحثّها على تعزيز وجودها في المناطق ذات الصراعات والمخاطر العالية. وقال مجلس الأمن، في تقريره الأخير: إن على بعثة الأممالمتحدة أن تكون مستعدة، فيما يتعلق بالاستفتاء المزمع قيامه بجنوب السودان، في العام 2011م، وطالبها بالقيام بدور رائد في الجهود الدولية، لتقديم المساعدة، ودعم الأعمال التحضيرية للاستفتاء، بما في ذلك الدور الاستتبابي، المتعلّق بالترتيبات الأمنية، وحثّ المجتمع الدولي على تقديم المساعدة التقنية والمادية، بما في ذلك قدرة المراقبة، مشيراً إلى مسؤولية الطرفين لجعل الوحدة جاذبة، بموجب اتفاقية السلام الشامل، مؤكداً دعمه لمثل هذه الأنشطة. وطلب المجلس من الأمين العام للأمم أن يقدّم خطة تفصيلية بتقاريره الفصلية، بخصوص التدابير التي تتخذها بعثة الأممالمتحدة لدعم الاستفتاء، وعمليات التشاور الشعبي، بما في ذلك الدروس المستفادة من انتخابات العام 2010، وتوفير معلومات عن مشاركة الأممالمتحدة مع أطراف اتفاق السلام الشامل، وعلى التقدم الذي أحرزته الأطراف بشأن المهامّ الصعبة، التي يتعيّن إنجازها في فترة ما بعد الاستفتاء، مؤكداً، في ذات الوقت، التزامه بوحدة واستقلال السودان، وسلامة أراضيه، وإرساء دعائم السلام والاستقرار بربوعه. وشدّد المجلس على أهميّة التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل، واحترام حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان، على أن يمارس من خلال الاستفتاء لتقرير وضعه مستقبلاً. وضرورة قيام الأممالمتحدة والمجتمع الدولي على دعم وتوطيد الثقة المتبادلة بين الطرفين، وعلى كلا الطرفين، في اتفاق السلام الشامل، الاستمرار في مناقشته القضايا الحسّاسة بطريقة سلميّة وبناءه، بغض النظر عن نتائج الاستفتاء، على أن تقوم الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الإقليمية الأخرى بدور مهمّ في دعم وتقرير هذا الحوار. وأثنى المجلس على الدور الفاعل الذي لعبته كل من الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي، والإيقاد، ولجنة الطاقة الذرية، في السودان. وشدّد المجلس، في ذات الوقت، على الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية للسكان في جميع أنحاء السودان، وزيادة المساعدات للجنوب، خلال الفترة المتبقية من اتفاق السلام الشامل، وفترة ما بعد الاتّفاق، مطالباً الجهات المانحة باحترام تعهداتها من الدعم المالي والمادي، في ضوء المراحل الحسّاسة والمهمّة التي وصلت إليها اتفاقية السلام الشامل، وضرورة تنفيذ جميع البنود المتبقية، مشدّداً على أهمّيّة تبادل المعلومات بين بعثات الأممالمتحدة؛ للمساعدة في مواجهة التهديدات الإقليمية، مثل أنشطة المليشيات والجماعات المسلحة.