يعتبر مركز صحي القوز من أقدم المراكز الصحية بمحلية الخرطوم، إن لم يكن بالولاية، ولكنه ظل يعاني من إهمال وتدهور في الخدمات التي يقدمها لمواطني أحياء القوز والحلة الجديدة، وفي بعض الأحيان السجانة والرميلة. فهذا المركز رغماً عن دفع ما يقارب الثلاثمائة ألف جنيه في صيانته فبراير الماضي، إلا أنه لا يجد الاهتمام من قبل القائمين على أمر الصحة، فالمركز يتمتع بموقع جغرافي مميز، وفي مساحة مقدرة تمكنه من التحول لمستشفى يحل مشاكل العديد من سكان ، لكنه رغماً عن مميزاته لا يوجد به سوى مساعد طبي يقوم بالكشف على جميع الحالات التي تأتي اليه، وما يؤسف حقاً أن هذا المساعد الطبي يقضي أكثر من ساعتين أو ثلاثة في تناول وجبة الإفطار، في ظل انتظار المرضى من الأطفال والمسنين، مما لا يمكنهم من الانتظار وتحمُّل آلام المرض، مما جعل طفلي (نادر) الذي يبلغ من العمر (4) أعوام ونيف يتململ من الانتظار، ويقول لي(يلاك البيت)، فما كان لي إلا أن استجيب له وأغادر به عائداً أدراجي، لأقيه شرور الانتظار، وعندما عدت للمركز مرة أخرى لم أجد السيد(المساعد الطبي) بالمركز، حيث أنه مازال بالفطور، وعندها قال لي ابني (ياأبوي ديل بلعبوا ساكت أرح نمشي). إذن مركز صحي القوز يعاني الإهمال في تقديم الخدمات للمرضى، ونحن نخاطب في هذه المساحة النائبين عن الدائرة بالمجلس الوطني الدكتور محمد مندور المهدي والمجلس التشريعية عبد القادر محمد زين، للقيام بواجبيهما تجاه مواطني الدائرة، الذين انتخبوهم ممثلين لهم في الانتخابات الماضية، وهذا يمثل أول تحد حقيقي للنواب البرلمانيين في الدفاع عن حقوق ناخبيهم، الذين جاءوا بهم لتمثيلهم، وإلا فإن رجاءات المواطنين ومساندتهم لكم ستكون قد ضاعت هباءاً منثوراً، ولن ينتظروا منكم شيئاً في المستقبل، خاصة وأن المركز لا يبعد سوى كيلو مترات قليلة عن مكتب والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، فإذا لم تجد منطقة قريبة جغرافياً من القصر الجمهوري الخدمات الجيدة، فكيف لأطراف الولاية أن تنعم بالخدمات التي هي حق أصيل لها. إذن فإن مواطني المنطقة ينتظرون تحركاً سريعاً من قبل المسؤولين لتهيئة المركز بالصورة التي تقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الصحية، فمن غير المعقول أن يكون بالمركز مساعد طبي بدلاً عن أن يكون به على أقل تقدير نائب اختصاصي إن لم يكن اختصاصي. والشئ الوحيد الذي يحمد للمركز قيامه بدوره كاملاً في عمليات التطعيم لمرتاديه، بجانب وجود زائرة صحية مقيمة بصفة دائمة لا تضيع ساعات العمل في الفطور والشاي.